سيد محمد طالب الثانوى.. حول غرفة نومه إلى أغرب وأرخص أستوديو لتقديم دروس خصوصية مجانية.. الستارة أصبحت "كرومة" والإضاءة من الكارتون وعلب السمن.. والنتيجة عشرات الدروس على الإنترنت وسفير "صغير" للتعليم

السبت، 25 أكتوبر 2014 03:29 م
سيد محمد طالب الثانوى.. حول غرفة نومه إلى أغرب وأرخص أستوديو لتقديم دروس خصوصية مجانية.. الستارة أصبحت "كرومة" والإضاءة من الكارتون وعلب السمن.. والنتيجة عشرات الدروس على الإنترنت وسفير "صغير" للتعليم محمد أثناء تكريمه من مؤسسة نفهم التعليمية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حجرة صغيرة تتناثر بداخلها التفاصيل التى تتضمنها غرفة أى شاب من سرير بسيط وجهاز كمبيوتر وعشرات الكتب الملقاة فى كل مكان، إلا أنها تميزت عن غيرها من غرف طلاب الثانوية العامة بتفاصيل لن تجدها إلى عند الشاب السكندرى "سيد مصطفى" الذى حول غرفته إلى أغرب وأرخص أستوديو فى العالم، يبث منه الدروس المجانية لزملائه من الطلاب وينشرها على الإنترنت ليستفاد منها بقية الطلبة، من خلال ستارة خضراء بأحد زوايا الغرفة حولها إلى "كرومة" ولمبات ولمبات كهرباء موفرة تحولت إلى وحدات إضاءة داخل علب كارتون وعلب "السمن" وكاميرا حاسب لوحى معلقة فى مسند "صناعة يدوية".

تجهيزات الغرفة لكى تصبح أستوديو لبث البرامج التعليمية
تجهيزات الغرفة لكى تصبح أستوديو لبث البرامج التعليمية

أستوديو "سيد"، صاحب الـ17 عاما، بدأ بثه لدروس اللغة العربية والفيزياء والكيمياء مع نهاية عامه الأول فى الثانوية العامة، حين اكتشف فكرة الدروس المصورة عبر الإنترنت، وقرر أن يشارك فى صناعة هذه الدروس من حجرته الصغيرة، ويحكى عن تجربته قائلا: "اعتمدت فقط على الإمكانات المتاحة لدى وبدأت أبحث فى الإنترنت عن طريقة صناعة الأستوديو وطرق التصوير المحترفة وكيف يتم تصوير الرسوم الكرتونية على خلفية الشخص وهو يتحدث".

تجهيزات الغرفة لكى تصبح أستوديو لبث البرامج التعليمية
تجهيزات الغرفة لكى تصبح أستوديو لبث البرامج التعليمية

مع ارتفاع أسعار المعدات الحقيقية رفع "سيد" شعار "المصرى هو الحل" وبدأ ببساطة صناعة معدات الأستوديو "بيتى" أو "من منازلهم" محولا الكراتين إلى وحدات إضاءة موفرة، وأخشاب مهملة إلى حامل كاميرا، وحتى الكمبيوتر الشخصى الصغير حوله إلى وحدة "مونتاج" ورسوم كاملة.

الكرومة فى شكل مختلف
الكرومة فى شكل مختلف

يقول "سيد"، "قضيت وقتا فى البحث على الإنترنت عن طرق تكوين الأستوديو، وتعلمت برامج المونتاج، وبعدها قضيت أسبوعا كاملا فى تجميع المعدات وتجهيزها وتحويل كل حاجة تنفع فى الأستوديو لأداة تساعد فى إنتاج الفيديوهات التعليمية بالشكل اللى أنا بحلم بيه".

الكراتين وهى تعمل دور أجهزة الإضاءة
الكراتين وهى تعمل دور أجهزة الإضاءة

"ثانوية عامة، وإمكانات شبه منعدمة" ما الذى يمكن أن يدفع شخص لبذل كل هذا المجهود ؟ يجيب سيد، "كنت عايز أساعد كل الشباب اللى زيى من جانب.. غير أنى كنت عايز أتعلم حاجات جديدة وأدخل تحديا مختلفا لنفسى، منه عرفت أصول الإضاءة والمونتاج وحتى مبادئ التصوير وفصل الصورة وغيرها من الحاجات إللى ممكن تفيدنى بعد ما أخلص دراسة فى أن أعمل فى وظيفة أحبها وأني متميز فيها".

	محمد أثناء تكريمه من مؤسسة نفهم التعليمية
محمد أثناء تكريمه من مؤسسة نفهم التعليمية

"سيد" يملك الآن عشرات الفيديوهات التى شاهدها آلاف الطلبة فى مصر، وبدرجات متفاوتة استفادوا منها وتعلموا منها بطرق متنوعة، ويقول "مش بس حسيت أنى بفيد الناس لأ.. أنا كمان استفدت كتير قوى، وحسيت أنى لما بشرح المعلومات بستفاد وبتعلم أكتر من لما اذاكر لوحدى".

الستارة الخضراء
الستارة الخضراء

الطالب الذى يحلم بتحقيق إنجاز فى هندسة الإلكترونيات بعد سنوات من قليلة من الآن، بدأ مشروعه بتشجيع من الأهل، ولكن الآن يقول، "فى الأول كانوا بيشجعونى عشان كنت تقريبا فى إجازة أولى ثانوى، لكن الموضوع لما كبر ومع ضغط الثانوية العامة بدأوا يشعروا بالقلق ويطالبوننى بالتركيز فى الدراسة.. لكن أقنعتهم بالطريقة العملية أن المذاكرة والتحصيل أهم أولوياتى، لكن لابد من تنفيذ أحلامى شخصية وأن أقدر أنفذها بجانب الدراسة.. وده اللى بعمله دلوقتى".

سيد محمد يقف وسط الأستوديو الخاص به
سيد محمد يقف وسط الأستوديو الخاص به

سيد أيضا تم تكريمه من قبل مؤسسة "نفهم" التعليمية وتنصيبه سفيرا للمؤسسة هذا العام، ويقول: التكريم جاء بسبب المشاركات التى قدمتها من خلال الفيديوهات المصورة عبر موقع المؤسسة، وبالطبع شكلت دافعا لى لتقديم المزيد من الجهد فى المشروع الذى أعمل عليه، وأكبر مكافأة لى، هى الرسائل اللى بتوصلنا من الطلاب زمايلى اللى بيستفادوا من الدروس ورد الفعل الإيجابى اللى بيحفزنى أقدم أكتر واستغل كل وقت متاح لدى فى تطوير مشروعى وحلمى.


غرفة محمد
غرفة محمد

الستارة أصبحت كرومة فى غرفة المدرس الصغير
الستارة أصبحت كرومة فى غرفة المدرس الصغير








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة