لا يمكن فهم أناقة مراكش المغربية دون أن تعرف أن النساء يحكمن هذه المدينة! فالمرأة تملك قدرات مدهشة على الحفاظ على نظافة المكان وتنسيقه وتجميله، وها هى عمدة المدينة سيدة تدعى فاطمة الزهراء المنصورى، وهى تعمل محامية، وقد وصلت إلى هذا المنصب بالانتخابات، أما السياسية ميلودة حازب (بالباء)، فهى المسؤولة عن مقاطعة النخيل، وهى مساحة شاسعة تضم أجمل الفنادق بالمدينة فضلا على البساتين الممتدة إلى ما لا نهاية مزدانة بالنخيل الرشيق الأنيق الشامخ.
أما السيدة لطيفة حليم فهى رئيسة المجلس الإقليمى لمراكش وأحوازها، وهناك سيدة أخرى هى الدكتورة زكية المرينى رئيسة المقاطعة التى تضم المناطق الحديثة فى المدينة التى تقع فيها محطة القطار والمسرح الملكى والأحياء الجديدة.
كل هؤلاء السيدات الفضليات وصلن إلى مناصبهن المرموقة هذه عن طريق الانتخابات، حيث تظل السيدة منهن فى موقعها خمس سنوات، وأشهد أن مراكش يمكن لها أن تنافس أجمل المدن الأوروبية وتتفوق عليها من حيث النظام والنظافة والجمال، لذا يمكن القول بيقين إن المرأة المغربية قادرة عل تحمل المسؤولية بكفاءة واقتدار.
لاحظ أن أهل مراكش هم الذين اختاورا هذه الكوكبة من السيدات الطموحات، ومنحوهن الثقة، أى أن الرجل المغربى أدرك قيمة المرأة وأيقن أنها قادرة على الفعل والإنجاز، وأنها تملك مقومات القيادة وتعى قوانين الإدارة.
فى سهرة ضمتنى مع الشاعر المغربى ياسين عدنان والأستاذ محمد على الهلالى رجل السياحة الناجح ومدير مهرجان السينما عبر الصحراء بالمغرب والصحفى الكبير مصطفى عبدالله تحدثنا طويلا عن هذه الأمور، ولأن المغاربة يعرفون جيدًا الأفلام والمسلسلات المصرية، ويعرفون أن العمدة عندنا ينبغى أن يكون رجلا ذا شارب كثيف وربما مبروم، فقد أشار صديقاى فى السهرة ضاحكين إلى أن العمدة فى مراكش امرأة.. أى بلا (شنب).
فى أثناء عودتنا إلى الفندق أدار لنا محمد على الهلالى جهاز التسجيل فى سيارته لنفاجأ بقصيدة عبدالوهاب الخالدة (كليوباترا)، فأنصتنا إليها بخشوع يليق بسيدة حكمت مصر قبل أكثر من عشرين قرنا، وبإعجاب بعبدالوهاب وموسيقاه.
لقد قال الشاعر الفرنسى أراجون (إن المرأة مستقبل العالم)، والحق كله معه.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
عشق الوطن والاخلاص له ليس بالشنب - 33 سنه فى مصر انتهت بشنبو فى المصيده
بدون