سعيد الشحات

تحية لكل جندى وضابط مصرى

الأحد، 26 أكتوبر 2014 06:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى ليست العملية الإرهابية الأولى التى وقعت أمس الأول، مستهدفة حاجز كرم القواديس، جنوب غرب الشيخ زويد بشمال سيناء، لكنها الأقوى من حيث عدد الشهداء والمصابين، وهى الأكثر ترتيبًا وتنظيمًا من حيث الرغبة فى وقوع أكبر عدد من القتلى والمصابين، وهى الأكثر احترافية

مما يطرح سؤالًا حول موقف التنظيمات الإرهابية من حيث صحتها وعافيتها، وما إذا كانت الضربات الموجهة إليها بالرغم من قوتها أثرت تأثيرًا عميقًا فى بنيانها أم لا؟

تطرح العملية أسئلة حول حدود الإرهاب فى المنطقة كلها، ومدى العلاقات التنظيمية التى تربط قواه داخل مصر بخارجها، وما الجهات الخارجية التى تقدم التمويل والعون لهؤلاء الإرهابيين فى مصر؟

فى العملية خسة وقذارة من الذين قاموا بها، فالثلاثون شهيدًا، والمصابون التسعة والعشرون كانوا يؤدون واجبهم الوطنى والدينى.. هم من أبناء جيشنا البطل الذى يسعى الأعداء إلى استنزافه وكسره وهدمه

وبالطبع فإن هذا هدف بعيد المنال.. هم من أبناء جيشنا البطل الذى تسيل دماؤه من أجل مصر العزة والكرامة، تسيل من أجل الحفاظ على أمن الوطن والمواطن.

ولأجل هذا كله فإن حذاء أى جندى مصرى أشرف وأطهر وأنبل من كل إرهابى يحمل سلاحًا يصوبه إلى أى مصرى.. أشرف وأطهر وأنبل من كل إرهابى يقضى بفتوى تبيح الإرهاب.. أشرف وأطهر وأنبل من كل شخص يؤيد ما يحدث حتى ولو بالصمت. فقه التدمير والإرهاب لا يعرف معنى للوطن ولا للدين، ولهذا يريدها فوضى من أجل تمرير وتنفيذ مخططاته التى تعيدنا إلى الوراء. يريد الإرهابيون تحويل مصر إلى أفغانستان والعراق وسوريا، وبالتأكيد فإن هذا هدف بعيد المنال

فمصر بتكوينها وشعبها وجيشها، بتاريخها وجغرافيتها لن تكون كذلك، لن ينجح معها الإرهاب ومخططاته.. صحيح أنه قد يعرقل خطط التقدم بعض الوقت، وقد يؤدى إلى بطء الانتقال إلى مرحلة جديدة تليق بمصر والمصريين

لكنه حتمًا سيكون مصيره إلى زوال، غير أن مواجهته لابد أن تنطلق من أساسيات حتمية.
أهم هذه الأساسيات يكمن فى الرؤية السياسية التى يجب أن تكون قرينة أو أرضية للرؤية الأمنية فى مقاومة الإرهاب، وقد يرى البعض أن الحديث فى مقاومة الإرهاب بإحالته إلى أى وسيلة غير الأمن هو عبث وتضييع للوقت

وأنه لا وقت الآن للحديث فى الرؤى السياسية وخلافه، لكن مثل هذا الكلام الذى يروق للبعض هو مكمن الخطر، ويضعنا فى مأزق كبير، ويجعل مواجهة الإرهاب مقتصرة على الأجهزة الأمنية فقط، مما يرتب عليها أعباء ضخمة وثقيلة، ويجعلها فى موضع المساءلة الدائمة

وموضع لتصيد البعض لخطأ فنى هنا أو هناك، وتكبيرها بالدرجة التى تطغى على أى شىء آخر.
يقدم الإرهاب أكبر خدمة لكل الأطراف الإقليمية والعالمية التى تريد لمصر أن تبقى فى قمقمها.. تريد لمصر أن تبقى بلدًا غير مؤثر فى محيطها الإقليمى

تريد لمصر أن تكون كما كانت فى العقود الماضية التى سلمت فيها زمامها لأمريكا وإسرائيل، ولأن الأمر كذلك فلابد أن تقوم الرؤية السياسية ببناء قوى للداخل حتى يستطيع المصريون مواجهة أطماع الخارج.

تحية لكل جندى وضابط مصرى، ورحم الله شهداءنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة