فى ذكرى رحيل "نيكوس كازانتزاكيس".. "زوربا اليونانى" وفلسفة الرقص

الأحد، 26 أكتوبر 2014 03:17 م
فى ذكرى رحيل "نيكوس كازانتزاكيس".. "زوربا اليونانى" وفلسفة الرقص الروائى اليونانى نيكوس كازانتزاكيس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"سيدى الرئيس لقد دافعت عن كل الرجولة فى العالم".. هكذا كتب "زوربا"، دون أى إحساس بالذنب، بعد أن أضاع كل النقود التى كانت معه فى حانة، لأن امرأة تحدت رجولته، هذه النقود كانت مخصصة لشراء أدوات للعمل فى منجم الفحم الذى سيعيد هو والمثقف صاحب المنجم الذى ورثه عن والده تشغيله مرة ثانية، هذه إحدى الجمل المحورية التى تكشف سحر رواية "حياة أليكسيس زوربا" للأديب والفيلسوف والسياسى اليونانى "نيكوس كازانتزاكيس " الذى ولد عام 1883 وتوفى فى 26 أكتوبر 1957.

وفى عام 1964 تحولت الرواية إلى فيلم سينمائى من بطولة المخضرم "أنتونى كوين" ومن إخراج مايكل كاكويانيس، فيما أعد له الموسيقى الموسيقار اليونانى ميكيس ثيودوراكيس، وقد تحولت شخصية "زوربا" وموسيقى الفيلم إلى أيقونات اكتسبت شهرة واسعة، وقد أعاد الفيلم اكتشاف دور "كازانتزاكيس" مرة أخرى ليكتشف العالم أن هذا الكاتب الكبير لم يحصل على جائزة نوبل،فقط رشح لها ذات مرة لكنها كانت من نصيب الكاتب الفرنسى "ألبير كامو" بفارق صوت واحد عنه.

والسؤال الأساسى هو: ما الرائع والمثير فى "زوربا اليونانى"؟ ولماذا اعتبرت الرواية قمة إبداع المولف اليونانى، حتى إنك لتفاجأ عندما تعرف كم الإبداعات التى أنتجها "كازانتزاكيس" ولكننا لا نعرفها، كما تفاجأ عندما تعرف أن فيلم "الإخواء الأخير للمسيح" مفتبس من إحدى رواياته.

عادة ما يأتى السحر فى الكتابة من الحقيقة، فعندما يقول "كازانتزاكيس" بأنه قابل شخصية زوربا حقيقة فى أحد أسفاره، ثم يصفه فى الرواية لتشعر بأن هذه الشخصية هى أهم شخصية فى العالم، فإن الإنسان يتساءل بعدما ينتهى من الرواية عن "زوربا" ذلك المحب للحياة ليس عن سزاجة وقلة معرفة، فهو رغم "أميته" كان قد خبر الحياة وخاض حروبها، حيث وجد أن جنود العدو مثيرين للشفقة مثله ومحتاجون للرحمة مثل زملائه، وأن حياة الإنسان وهمومه إن قابلها بالحزن أو الفرح فهى مستمرة، لذا كانت له فلسفته الخاصة "رقصته المميزة" بأن يقفز فى الهواء" وهنا تظهر شخصية "كازانتزاكيس" الفلسفية، فقد سبق للروائى أن درس الفلسفة وقدم أطروحته عن الفيلسوف "نيتشه" وترجم كثيرا من كتب الفلسفة.

كما أن شخصية "زوربا" ليست سطحية كما تبدو فهى عميقة جدا، وتحمل رؤية ثاقبة للأشياء ومعبرة عن الحضور الإنسانى النقى، وتعيد المجد للفطرة الإنسانية، لذا كان لهذه الشخصية تأثير قوى خاصة لدى أوروبا الخارجة من الحرب.

جدير بالذكر أن هيئة الكتاب فى سلسة آفاق عالمية ومشروع المائة كتاب، والتى يشرف عليها الشاعر رفعت سلام، قد أعادت طباعة الرواية طبعة كاملة تحت اسم "حياة أليكسيس زوربا ومغامراته".











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

كرم السيد

طبعا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة