إبراهيم داود

صرخة النورس

الإثنين، 27 أكتوبر 2014 11:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«صرخة النورس» هى أول سيرة ذاتية لإنسان أصم، لأننا اعتدنا على أن يعبر الناطقون الأصحاء من المتخصصين عن مشاعر الصم وعاداتهم وانفعالاتهم، إلا أن الفرنسية إيمانويل لابورى، وهى فى سن الواحدة والعشرين، آثرت تسجيل هذه الشهادة أو الرواية، لتحفظ بها حق الصم فى التعبير عن ذواتهم بدقة، وبفهم ذاتى بعيداً عن تصور الغرباء عنهم، بلغة طفولية عذبة تلتقط تفاصيل هذا العالم، و«هدية من الحياة باستخدام لغة الذين يسمعون أى لغتى الثانية» كما كتبت المؤلفة فى مقدمة العمل، الرواية ترجمتها دينا مندور وصدرت مؤخرا عن المشروع القومى للترجمة، وإيمانويل لابورى هى ممثلة صماء، تعلمت الفرنسية كلغة أجنبية، فهى لم تمارسها نطقاً من قبل، عند ولادتها لاحظ أبواها أنه يصدر عنها همهمات تشبه صوت النوارس ما بين الكلمات والصراخ، بدأوا رحلة البحث عن أطباء متخصصين لحثها على النطق دون جدوى.

مع بداية دراستها فى مدرسة للصم، بدأت هى وأصدقاؤها يتفاهمون بلغة الإشارات، فى ذلك الحين كانت لغة الإشارات لا تزال محرمة فى فرنسا، حيث كان يعتبرها الفرنسيون لغة غير مهذبة، لأنها لغة أصابع. فى سن الثامنة عشر قادت مظاهرات للصم والبكم لمطالبة الحكومة بشرعنة لغة الإشارات والاعتراف بها، بدأت التمثيل وهى طفلة وشاركت فى مسرحية أطفال الصمت، ونالت جائزة موليير للمسرح وهى فى سن المراهقة، وكانت أول صماء تحصل على هذه الجائزة، أصبحت سفيرة لغة الإشارات فى فرنسا، وكانت تشارك فى كل المحافل الدولية للتعبير عن مطالب الصم والبكم، وعن قدرة الإنسان على التحدى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة