عادل السنهورى

تفاؤل المصريين فى مواجهة نكد الإخوان

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 06:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عزائه للشعب المصرى كانت نبرة الحزن فى صوته تتوارى خلف نبرات القوة والثقة والأمل والتفاؤل، مطالبا المصريين بالثبات عند الشدائد والقفز فوق الأحزان.. تلك كانت رسائل الرئيس السيسى.

مصر لن تنكسر لأنها لم تنكسر وتخضع من قبل لأى عدوان أو احتلال أو إرهاب، ولم يستسلم شعبها أو ينحنى إلا لله. قد تمرض وتصاب بالعلل وتدخل فى «غيبوبة سياسية واجتماعية واقتصادية»، لكنها أبدا لا تموت وتعود لتنفض السموم عن جسدها المريض، وتطرد كل خائن، وتتنفس نسائم الحرية وتلوح لبشائر الأمل. تاريخها خير شاهد وكفاح وتضحيات شعبها خير دليل، سواء فى الزمن القديم أو الحديث أو المعاصر، حاول الاستعمار القديم والجديد كسرها، فلم ينله سوى الخزى والعار والهزيمة. لم يتوقف المصريون أبدا عن البناء والتشبث بالأمل بالحياة فى غد أفضل، فكانت المعارك فى كل مكان، معارك بالسلاح ضد العدوان ومعارك بالأيدى للبناء والسير بثبات نحو المستقبل. بعد حرب 56 مضت مصر فى طريق البناء ولم تنشغل بمحاولات الأعداء لعرقلة مسيرتها، وحققت ما أرادت، ولم تمر سنوات قليلة حتى كانت مصر قد حققت أعلى معدلات نمو لدولة فى العالم الثالث، وأصبحت قوة إقليمية كبرى وقائدة لكتلة دول عدم الانحياز فى قارات العالم، وداعمة لثورات التحرر العربى والأفريقى. لم يكن طريقا مفروشا بالورود بل حاول أعداء الخارج وخونة الداخل من الإخوان تدمير كل ذلك وإعادة عجلة الزمن إلى الوراء، وخاب أملهم مرات عديدة.

حتى بعد الهزيمة فى 67 استمر المصريون فى البناء فى الداخل، لم ينطفئ الأمل فى صدورهم ولم تهتز الثقة فى نفوسهم حتى عبروا الهزيمة إلى النصر.

من رحم الأحزان يولد الأمل والتفاؤل، رغم كراهية الإخوان ونكدهم لن يفلحوا فى إطفاء نور الأمل فى قلوب المصريين بأفواههم وأفعالهم الإرهابية التى تعكس حجم كراهيتهم لهذا الشعب ومناسباته الوطنية. قتلوا جنودنا الأبرار والشعب يحتفل بالعام الهجرى الجديد وبأعياد انتصارات أكتوبر فى مدينة السويس الباسلة.. هل هناك حقارة وخسة أكثر من ذلك؟ هل هناك دليل على أنهم لا ينتمون لهذا الوطن ولا يقدسون انتصاراته ولا يحتفلون بها، بل لا يحترمون مناسبات دينية مقدسة؟ نقول لهم موتوا بغيظكم.. فلن تستطيعوا «التنكيد» على المصريين الذين اعتادوا على إرهابكم وإجرامكم.. ستمضى المسيرة ومواكب النصر والبناء، سنحاربكم بالسلاح ونحن نبنى هذا الوطن الذى سيكون أجمل وأروع بدونكم كما كان من قبل.

الرسالة مفهومة والأهداف مكشوفة، وكان الرد العملى من الشعب هو الوقوف صفا واحدا فى مواجهة الإرهاب. انتفاضة كل القوى الوطنية كان ردا رائعا فى وجه الإرهاب. إطلاق المشروعات القومية فى اليوم التالى كان ردا بديعا آخر ورسالة لن يفهموها. يجلس الرئيس مع وزير التموين والتخطيط فى اليوم التالى للحادث الجبان ليعلن مشروعا قوميا آخر، وهو إنشاء مناطق لوجستية لتحويل مصر إلى مركز عالمى لتداول وتخزين الحبوب فى دمياط بحجم استثمارات 13 مليار جنيه، ويتم تنفيذه بعد عامين. مشروع قومى آخر يضاف إلى باقى المشروعات العملاقة الأخرى مثل قناة السويس والطرق السريعة والمثلث الذهبى والساحل الشمالى واستصلاح الأراضى. الأمل فى الله ثم فى الثقة بأنفسنا، وبأننا قادرون على التحدى وقادرون على البناء، ومواجهة النكد والإرهاب بالثبات والفرح والتفاؤل والبهجة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة