مئات الأطفال حديثى الولادة ينتظرون فى طوابير للحصول على خدمة طبية شبه يوميا على مستشفيات محافظة أسيوط، لكن دون جدوى، فالمستشفيات تلجأ لتحويل الأطفال المرضى إلى مستشفى واحدة فقط لتلقى العلاج وهى مستشفى الأطفال الجامعى بالمحافظة، لكن المفاجأة مستشفى ذات مبانى فخمه ينقصها أجهزة طبية تلبى احتياجات مئات الحالات من الأطفال ينتظرون العلاج.
اليوم السابع رصد مأساة الأطفال المرضى حديثى الولادة الذين لا يجدون سوى مستشفى الأطفال الجامعى للعلاج، لكن المستشفى تقف عاجزة لتلبية كل احتياجات الأطفال للعجز فى الأجهزة الطبية والأطباء والمرضى، فيكون الخيار أمام أولياء الأمور اللجوء للسفر مئات الكيلومترات للحصول على العلاج، فى وقت يعرض أبناءهم للوفاة.
اتهامات كثيرة وشكاوى عديدة موجهة بشكل يومى إلى مستشفى الأطفال الجامعى بمحافظة أسيوط، فالمستشفى هى الاولى من نوعها فى الصعيد وأقسامها أيضا بالإضافة إلى أن المستشفى بها أقسام وحيدة من نوعها على مستوى الجمهورية.
استقبال الأطفال بالمستشفى وتزاحمهم بشكل يومى على العيادات الخارجية ومن ثم حجز البعض منهم بأقسام المستشفى المختلفة ليست هذه هى المشكلة الرئيسية على الرغم من توافد مئات الأطفال بشكل يومى، فالطفل وإن كان عمره 4 أو 5 سنوات على الأقل يستطيع التعبير عن نفسه بالإضافة إلى أنه يستطيع أن يقضى معظم احتياجاته بنفسه أحيانا مقلدا للكبار، ولكن فى هذا الموضوع اخترقنا قسما خاصا فى مستشفى الأطفال الجامعى وهو "قسم وحدة الأطفال المبتسرين وحديثى الولادة"، ذلك القسم الذى يخدم مواليد جدد لـ8 محافظات مختلفة بدءا من رعاية المبتسرين "الأطفال غير مكتملى النمو" بالإضافة إلى مواليد من ذوى العيوب الخلقية والتشوهات ذلك كله بالتنسيق مع أقسام المستشفى الأخرى.
وعلى الرغم من أن قسم الأطفال "حديثى الولادة" يعد الأهم فى جميع أقسام مستشفيات أسيوط الجامعية وذلك لأن الطفل "حديث الولادة" أو "المبتسر" لا يستطيع التعبير عن نفسه أو احتياجاته وهو بعكس كل المرضى من ذوى الأعمار الأخرى، إلا أن هناك الكثير من العقبات والمشكلات التى تواجه ذلك القسم منذ عدة سنوات ومع إهمال تلك المشكلات تطورت من سىء إلى أسوأ حتى أصبح المترددين على القسم دائمى الشكوى من عدة أمور فى الأغلب خارجة عن إرادة الإدارة بالمستشفى والقائمين على القسم، وعلى سبيل المثال لا الحصر وضع الطفل على قائمة الانتظار فى حالة احتياجه "لحضانة" أو تأخر الطفل فى إجراء عملية جراحية بسبب كثرة الحالات مع قلة توفر الأجهزة وضعف الإمكانيات المتاحة.
الدكتورة زينب محى الدين مدير مستشفى الأطفال الجامعى قالت إن مستشفى الأطفال الجامعى هى الوحيدة من نوعها بالصعيد وقد أقيمت المستشفى على مساحة 7000 متر وتم افتتاحها عام 2004 وأضافت أن المستشفى تعمل بقوة 540 سريرا لتخدم 8 محافظات، كما تقدم خدماتها الطبية فى شتى المستويات الطبية المتعارف عليها فى مجال الرعاية الصحية.
وقالت إن المستشفى يستقبل سنويا ما يزيد عن 59872 مريضا من المترددين على العيادات الخارجية وأكثر من 22787 من المترددين على الاستقبال العام وما يزيد عن 3402 عدد المرضى المترددين على وحدة الإرواء.
وعلى الرغم من أن المستشفى لديه ثروة بشرية ضخمة من اعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم الا أن المستشفى فى حاجة شديدة لممرضات وحكيمات ومساعدات حكيمات بالقسم وعلى الاخص قسم "المبتسرين وحديثى الولادة" فالقسم يعانى عجز شديد من الحكيمات والممرضات، ونظرا لأهمية وحدة حديثى الولادة بالمستشفى فالوحدة مؤسسة بحيث تعطى خدمة ل90 طفل وذلك إذا ما توافرت لها الامكانيات البشرية والمساعدات والعمال وبعض الحضانات الموجودة حاليا بالقسم تؤدى خدمة لحوالى 50 طفل ويمكن للنسبة أن ترتفع فى الوقت الحالى بالإمكانيات المادية إذا ما توافرت المساعدات والإمكانيات البشرية فعجز الامكانيات والعمالة يجعل كثير من الأطفال حديثى الولادة على قائمة الانتظار سواء كانوا ناقصى النمو أو مصابين بأمراض اخرى نتيجة عيوب خلقية أو أمراض وراثية وهو ما يضع القسم دائما فى مأزق.
وعلى إثر ذلك فأنا أوجه نداءً عاجلًا إلى وزير الصحة بمنحنا فرصة لتشغيل وتدريب خريجى مدارس ومعاهد التمريض بمستلفى الأطفال الجامعى وعدم قصور تعيينهم على الوحدات الصحية والمستشفيات العامة وذلك لان مدرسة التمريض التابعة للجامعة يتخرج منها سنويا من 80 إلى 90 طالبة، وهو عدد غير كاف بالمرة لسد عجز واحتياجات جميع المستشفيات الجامعية وفى حالة موافقة وزير الصحة على هذا الأمر فعلى الأقل نعطى فرصة للطالبات بقضاء مدة تكليفهن بالعمل بالمستشفيات الجامعية لمدة عامين ومن ثم استقبال دفعه جديدة وبها يتم سد العجز فى المستشفى ويتم تأهيل كوادر مدربة مهنيا بكفاءة عالية للعمل بأماكن أخرى.
الدكتور عبد اللطيف عبد المعز أستاذ طب الأطفال ومدير مستشفى الأطفال الجامعى "سابقا" قال إن وحدة الأطفال حديثى الولادة هى أول وحده فى الصعيد، حيث بدأت فى السبعينات والوحدة تقوم بتقديم الخدمات الطبية المتميزة التى لا يمكن تقديمها فى أى مكان اخر مثل التغذية الوريدية والتنفس الصناعى وجراحات العيوب الخلقية.
واستكمل عبد المعز أنه رغم إمكانيات الوحدة إلا أن العجز الصارخ الذى تعانى فيه من نقص الممرضات والحكيمات وكذلك تعطل بعض الأجهزة بسبب عدم وجود عمالة ونقص بعض الأجهزة الهامة يضعنا دائما فى وضع محرج، خاصة وأن الآباء والأمهات دائمى الاتهام لنا بالتقصير دون علمهم بأن قلة الحكيمات متسببة فى إغلاق عدد من غرف وحدة المبتسرين وتعطل ما يقرب من 30 حضانة هى كفيلة بسد عجز كبير للأطفال.
كذلك فإن قرار وزير المالية بعدم تثبيت العمالة المؤقتة (الموسمية) زاد من نسبة العجز بشكل كبير، وذلك بعد أن تم تثبيت العمال الذين قد تم تدريبهم من قبل سنوات عقب أحداث ثورة يناير وعقب ذلك توقف تشغيل العمالة المؤقتة وهو ما تسبب بدورة فى حدوث عجز كبير جدا. ولذا نناشد وزير المالية بعودة تشغيل العمالة الموسمية حتى يتم الوقوف على العجز الذى ندفع ثمنه من أرواح الأطفال الرضع.
وأضاف عبد المعز أن تكلفة الطفل بالحضانة تتعدى الـ1000 جنيه يوميا مابين التغذية الوريدية والآشعة والتحاليل والأكسجين والأدوية.
ورغم كل ذلك المستشفى فى حالة عجز شديد عن توفير الأجهزة فالمستشفى بالكامل يحتاج إلى اكثر من3 مليون جنية لشراء الأجهزة، ذلك فضلا عن أن ميزانية المستشفيات الجامعية لا تحتوى على بند لشراء الأجهزة الطبية فجميع الأجهزة يتم شراؤها من الجهود الذاتية أو التبرعات.
وفى نفس السياق تحدث عبد المعز عن مشكلات التامين الصحى مضيفا أن وسائل الإعلام تعجز عن شرح مفهوم التامين الصحى لحديثى الولادة للإباء والأمهات وثقافة المجتمع الذى نعيش فيه لا تتيح الفرصة للأب أن يفكر فى أى شىء سوى سلامة طفله، وعلى سبيل المثال يحضر إلينا الأب أو الأم بالطفل دون وجود بطاقة التأمين الصحى، وذلك لتوفير تلك النفقات السالفة الذكر إلا أن الأب لا يعى ما نطلب ويتوقع أننا نطلب المستحيل وندخل فى دائرة جدال ومضيعة للوقت يكون أيضا فى النهاية ضحيتها الطفل.
فيجب توعية الأب بأنه مجرد استلام إخطار الولادة أن يتوجه لأقرب مكتب صحة لتسجيل طفله وتسلم البطاقة التأمينية والكارنية، وعلى إثر ذلك فإن أكثر من 90% من الأطفال يعالجون على نفقة التأمين الصحى.
وأضاف عبد المعز أنه من أهم السلبيات الموجودة بالمستشفى والتى تؤثر تحديدا على قسم الأطفال المبتسرين أن المغسلة الوحيدة بمستشفيات جامعة أسيوط موجودة بالدور الأرضى بمستشفى الأطفال، وذلك يؤدى بدورة إلى تصاعد الأبخرة السامة والروائح على الوحدة والتى تؤثر بشكل سلبى جدا على الجهاز التنفسى للرضع ويؤدى إلى إصابتهم بأمراض مزمنة فى القلب والصدر، كذلك فإنه تسبب وجود وحدة التعقيم الوحيدة بالمستشفيات الجامعية بالطابق الرابع بمستشفى الأطفال فى إغلاق 3 غرف رعاية مبتسرين بالوحدة نتيجة التلف الناتج عن رشح وحدة التعقيم على الطابق الثالث الموجود به الوحدة الخاصة بحديثى الولادة.
ولذا اطالب رئيس الجامعة بنقل وحدة التعقيم والمغسلة من مستشفى الأطفال الجامعى إلى مبنى آخر يكون بعيدا عن محيط المرضى الدكتورة نفيسة حسن رفعت أستاذ مساعد طب الأطفال ورئيس وحدة الأطفال المبتسرين وحديثى الولادة.
قالت أن وحدة الأطفال المبتسرين الوحيدة على مستوى الجمهورية الموجود بها معمل صيدلة إكلينكية لتحضير محاليل التغذية الوريدية والأدوية وأيضا المكان الوحيد الموجود به العناية المركزه للأطفال لعمر ما بعد شهر بالإضافة إلى الامكانيات الكثيرة الموجودة بالمستشفى.
إلا أن المستشفى يعانى عجز صارخ فى التمريض وفى عدد كبير من الأجهزة على الرغم من أنه لا يوجد عندنا عجز فى الاطباء أو النواب، ذلك فضلا عن أن المستشفى يستقبل 3000 حالة ولادة شهريا من محافظة أسيوط فقط منها تقريبا 60% من الأطفال فى حاجة لخدمات وحدة الحضانات بعد الولادة بينما عدد الحضانات الفعلى فى مستشفى الأطفال 53 حضانة مما يضطر الوحدة إلى رفض الكثير من المواليد سواء المولودين بقسم النساء والتوليد أو من الخارج.
وأضافت أنه نظرا للإقبال الشديد على هذه الوحدة فإنها بحاجة ماسة إلى بعض الأجهزة الطبية لاستكمال الخدمة الطبية المتميزة بها ولضمان استمرار العمل على أكمل وجه بما يتلاءم مع المعدل المرتفع للمرضى الفقراء ومحدودى الدخل، والذين لا يستطيعون دفع المصاريف الباهظة لإنقاذ أطفالهم فى المستشفيات والمراكز الخاصة، وعن الأجهزة المطلوب توفيرها قالت رفعت إنه مطلوب 40 حضانة و10 جهاز تنفس صناعى و15 جهازEPAP و3 أجهزة علاج ضوئى مكثف و30 جهاز سرنجة و30 جهاز مونيتور و3 أجهزة حضانة متنقل و1 جهاز غازات و2 جهاز قياس الصفراء و12 جهاز ميزان أطفال و10 جهاز إفاقة.
وفى نفس السياق قالت رفعت أن وحدة الأطفال حديثى الولادة يعمل بها 60 حكيمة و13 مساعدة حكيمة وتعمل الوحدة طوال 24 ساعة ويقسم العمل بالنوبتجيات على 3 فترات كما أن الوحدة تشمل على 9 غرف ونظرا لان هناك اعفاءات واستثناءات لبعض الحكيمات فينتهى الامر بحكيمة واحدة لكل نوبتجية مما يعطل العمل فى اكثر من حضانة يوميا.
مدير مستشفى الأطفال والدكتور عبد اللطيف
الدكتورة زينب والدكتورة نفيسة
د زينب مديرة مستشفى الأطفال والدكتور عبد اللطيف ود نفيسة رئيس وحدة حديثى الولادة
الدكتور عبد اللطيف عبد المعز
الدكتورة زينب
الدكتورة نفيسة
طفل مبتسر داخل الحضانة يعانى من عيب خلقى بجهاز التنفس
أحد الأطفال حديثى الولادة
الطفل السيسى الذى ولد أثناء زيارة رئيس الوزراء لأسيوط يعانى من قص فى النمو
أحد الأطفال حديثى الولادة لديه عيب خلقى بالعمود الفقرى
3 حضانات تعمل بإحدى غرف وحدة حديثى الولادة
3 حضانات ملحقة بجهاز تنفس ومينتور
غرفة لا يوجد بها حضانات بوحدة حديثى الولادة لوجود عجز فى التمريض والحكيمات
جهاز أشعة متنقل لفحص الطفل بالحضانة
قسم الصيدلة الإكلينيكة الوحيد بالجمهورية بوحدة حديثى الولادة
الأطباء أثناء متابعتهم تحضير الأدوية بوحدة بقسم الإكلينيكى
مراسلة اليوم السابع داخل قسم حديثى الولادة
رشح وحدة التعقيم على سقف غرف الحضانات
السقف سقط تماما بسبب رشح وحدة التعقيم
بداية سقوط السقف نتيجة الرشح بغرفة أخرى
غرفة حضانات غير مستغلة بسبب تهدم سقفها نتيجة وجود وحدة التعقيم أعلاها ورشح سقفها
أخبار متعلقة
رئيس الوزراء: بدء حملة تطوير المستشفيات الجامعية على مستوى الجمهورية
بالصور.. نرصد معاناة الأطفال المرضى حديثى الولادة بمستشفى الأطفال الجامعى بأسيوط.. المستشفى يخدم 8 محافظات وتنقصه الأجهزة الطبية.. وميزانية المستشفيات الجامعية لا تحتوى على بند لشراء الأجهزة
الخميس، 30 أكتوبر 2014 02:30 ص
3 حضانات ملحقة بجهاز تنفس ومينتور
أسيوط - ضحا صالح
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة