«ريحانة» أيقونة الشرف الإيرانية

الجمعة، 31 أكتوبر 2014 01:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أمى الطيبة، أكثر شىء عزيز علىّ فى حياتى، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب. لا أريد لعينىّ أو قلبى الشاب أن يتحول إلى غبار. توسلى بحيث يتم ترتيب أنه بمجرد أن يتم شنقى، سوف يتم أخذ قلبى والكلى والعيون والعظام وأى شىء يمكن زرعه بعيدا عن جسدى ويعطى شخصا يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقى اسمى، أن يشترى لى باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لى.
أنا أقول لك من أعماق قلبى إننى لا أريد أن يكون لى قبر لتأتى إليه وتحزنى وتعانى. أنا لا أريدك أن تقومى بارتداء الملابس السوداء علىّ. وابذلى قصارى جهدك لنسيان أيامى الصعبة. وامنحينى للريح لتأخذنى بعيدا».

هذه الكلمات هى جزء صغير من الرسالة الأخيرة التى كتبتها الإيرانية ريحانة جبارى لوالدتها من داخل السجن قبل تنفيذ حكم الإعدام عليها، ريحانة أصبحت أيقونة للعديد من الفتيات اللاتى يبحثن عن حقوقهن فى بلاد طاغية، لا تفرق بين جلاد وضحية.

ريحانة مهندسة الديكور الشابة ذات 26 عاما أقتيدت إلى حبل المشنقة صباح السبت الماضى لاتهامها بقتل رجل مخابرات إيرانى حاول اغتصابها عندما كانت تنجز بعض الديكورات الخاصة فى منزله بطهران، وعندما دافعت عن شرفها وقتلته قامت السلطات الإيرانية بالقبض عليها عام 2007، أى كانت تبلغ من العمر وقت الحادثة 19 عاما.
رغم ما أثاره الحكم من هجمات حقوقية دولية كبيرة للإفراج عن ريحانة التى دافعت عن شرفها فإن الفشل كان المصير الحتمى الذى نال من هذه الهجمات والانتقادات، حيث طالبت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى ومنظمات حقوق المرأة وحقوق الإنسان الدولية بإلغاء حكم إعدام «ريحانة» لكن كل هذا كان دون جدوى.

رسالة ضحية الدفاع عن شرفها إلى أمها تجسيد حقيقى للوجع الذى يعيشه أغلب الفتيات فى الدول النامية والمتخلفة فكريا، رسالة حملت فى نصها معانى الظلم والاضطهاد الذى يستطيع أن ينهى حياة فتاة شابة أرادت أن تعيش حرة بكرامتها وتدافع عن عرضها الذى يغتصبه رجل فاسد من رجال الدولة الإيرانية.
ريحانة لم تترك رسالتها إلى والدتها فقط، بل أرسلتها إلى كل الطغاة الذين يتحكمون فى مصير الشعب الإيرانى دون وجه حق، قالت لهم فى نهاية رسالتها الموجعة: «العالم لم يحبنا والآن أنا أستسلم لذلك وأحتضن الموت لأنه فى محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين واتهام القاضى».

جميعنا لم يكن يعرف ريحانة من قبل، ولم يسمع عنها حتى أثناء فترة اتهامها ومعاقبتها، لم نر منها غير جنازة مؤلمة وأم ضعيفة ترقد على نعش ابنتها وتواسيها بأرق الكلمات، رسالتها ستبقى ميثاقا فى وجه الظلم، وستبقى رسالتها جرحا غائرا لن يندمل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة