على عقل لا يهدأ وفضول لا يرتوى، وما ألبث أن انتهى من البحث والمطالعة فى موضوع ما حتى أسبر أغوار آخر. ومن الموضوعات التى أثارت شغفى خلال الأشهر الماضية موضوع المسابح وأنواعها وكافة ما يتعلق بها. وفى غمار بحثى ساحت بى الخواطر والأفكار إلى أبعد مما كنت أتخيل.
عرفت من خلال بحثى أن المسابح أنواع منها معتدل السعر كمسبحة الكوك واليسر والعقيق، ومنها ما هو باهظ الثمن كالكهرمان الذى يصل سعره أحيانا إلى آلاف الدولارات، وعرفت أن المسبحة تشكل الرفيق والصديق لكثير من الناس الذين اعتادوا حملها طوال الوقت ولا يستطيعون الخروج من منازلهم إلا وهم حاملوها، وعرفت أيضا أن من الناس من يتعمد شراء المسابح ذات السعر الباهظ للمفاخرة والمباهاة بين الناس، وعرفت أيضا أنه ليس كل من يحمل مسبحة فهو بالضرورة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، وعرفت أيضا أن هناك من الناس من يقبض على المسبحة بيد ويقبض الرشوة باليد الأخرى.
ودار فى خاطرى أثناء بحثى أسئلة أولها: ما هو الأهم المسبحة أم التسبيح؟ وهو سؤال جد خطير إذ يعكس مدى تمسك كثير من أبناء أمتنا بالقشور والظاهر كما يعكس مدى نجاح أعدائنا فى تجريد الدين من معانيه العميقة وأصوله الراسخة ليصير – أى الدين – مجرد قشور لا لب لها وجسد لا عقل فيه فبدلا من أن يهتم المسلم بذكر الله وتحقيق الصلة الروحانية بعالم الملكوت وتصفية القلب والعقل من درن الدنيا وضغوطها وتكديرها انشغل بنوع السبحة التى يحملها، وهل هى من الكهرمان الأصفر أم الأسود، وهل هى مطعمة بالفضة أم لا، وهل هى تتناسب مع بدلة الذى يرتديها للحفل أم اللون لا يناسب.
هل جال بخاطر أحد من هؤلاء أن خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وخير القرون – صحابته وآل بيته الكرام كانوا يسبحون على الحصى وليس على الزمرد والكهرمان ولكنهم كانوا ربانيين موصولين بالله.
لا أهاجم من يحملون المسابح ولا اعتبر المسبحة بدعة فأنا امتلك أربعة وليس واحدة ولكنها كلمة لكل من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد وليعلم كل منا أنه مؤتمن على ماله ودينه فلينظر ماذا عمل فيهما.
أمير محمد عبد العزيز يكتب: المسبحة أم التسبيح؟!!
الجمعة، 31 أكتوبر 2014 02:00 م
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة