بعد ثاث سنوات من التوقف أصدر الشاعر علاء خالد عددًا جديدًا من مجلة أمكنة عن مسارات الثورة، أمكنة مستقلة تصدر فى الإسكندرية وتعنى بثقافة المكان، نجح محرراها (عاء وسلوى رشاد) فى صياغة حلم ثقافى رفيع المستوى، لا يعتمد على الوصفات الجاهزة فى صناعة المجلات، صدق صاحب الحلم جعل المطبوعة مكانا أليفا يجمع المخلصين فى سياق راق لمواجهة تجريف الذاكرة، توقفت ثاث سنوات لأن الثورة كما كتب خالد فى الافتتاحية «زمن غير عادل لمن يعيش فيه، كونه سيكتوى بكل تناقضاتها ولا يقدر على تتبع التحولات السريعة إلا بانفتاح، غير محسوب عواقبه، بينه وبين فكرة الجموع والتحول الاضطرارى، كثمرة تنضج سريعا فى درجات حرارة اصطناعية، كونه يرى وجوده وللمرة الأولى، وخارج تجارب الحب والموت، بجوار تاريخ سائل يتشكل بجوارهن للمرة الأولى نتعرف على أنفسنا فى وجود الجموع وتحت أعينهم .»
العدد الذى يصعب سرد محتوياته فى هذه المساحة أمسك بحالات الارتجال والدهشة «أمام التوسع لفجائى فى شرايين الأمل »، حاول تتبع مسارات المشهد قبل ثورة 30 يونيو، فى أرياف مصر وصعيدها، حاول علاء خالد الذى يعد أيضًا أحد أعذب أصوات الشعر الجديد فى مصر افقتراب من النسيج الإجتماعى والروابط التى جمعت الناس وكونت تلك اللحظة الاستثنائية، أنت أمام 434 صفحة يشكلون جدارية طويلة أسهمت الفوتوغرافيا فى نزع اللحظات الاستثنائية فى زمن الثورة الاستثنائى، ووضعها خارج الزمن، أمكنة نموذج للعمل الأهلى الصادق، بعيدًا عن الحسابات السياسية والأيديولوجية، نجح عاء خالد من خلالها فى اكتشاف طاقات البشر العاديين بدون فذلكة أو ادعاء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة