ممدوح طه

وقفة مصرية إماراتية.. إسلامية وعربية

الأحد، 05 أكتوبر 2014 10:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إشارات وبشارات مضيئة فى أكثر من مشهد عربى وإسلامى قادم خلال الأيام القادمة، ومن بشائر الخير على العرب والمسلمين أن تشكل هذه الأيام عناق وقفتن جامعتين فى أبلغ دعوة للوحدة، الأولى إسلامية والثانية عربية. فأول أمس بفضل الله كانت هناك وقفة إسلامية جامعة للمسلمين فى أنحاء العالم تلبية لنداء السماء مع حجيج بيت الله الحرام، وقفة موحدة بالله وموحدة للمسلمين من كل الأجناس والمذاهب واللغات فى جبل النور فى عرفات.

فكل عام وشعوب الأمة الإسلامية كلها فى أمن وأمان وعدل وسلام وتعاون ووئام، وليس إلى اقتتال ودماء، وقطيعة أو جفاء وشحناء وبغضاء بفعل المكايدات المذهبية أو السياسة.

وغدا هناك ذكرى وقفة عربية خالدة لأكبر نصر عربى على الكيان الصهيونى فى يوم السادس من أكتوبر المجيد حينما خاض الجيشان العربيان المصرى والسورى تحت علم "دولة" اتحاد الجمهوريات العربية، التى ضمت معهما ليبيا، تلك الحرب على جبهتى قناة السويس المصرية والجولان السورية لتحرير الأراضى العربية المحتلة فى حرب يونيو عام 67، وذلك بدعم عربى عسكرى وسياسى واقتصادى مشهود.

وكان لدولة الإمارات العربية وقفتها المشهودة فى هذه المعركة بقطع البترول عن الدول الغربية المساندة للعدوان الإسرائيلى، وما تزال مقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه خالدة فى الوجدان المصرى والعربى بقوله: "إن البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى".

مثلما شهدت الأيام الماضية وقفتين عربيتين مثيرتين للاحترام والإعجاب العربى والعالمى فى الساحة الدولية، الأولى مصرية عربية والثانية إماراتية عربية، فلكم كان الحضور المصرى ممثلا فى الرئيس عبد الفتاح السيسى فاعلا ومؤثرا وباهرا، حيث ذهب إلى الأمم المتحدة رمزا لثورة الثلاثين من يونيو ومعبرا عن رسالة الشعب المصرى إلى العالم وحوله فى نيويورك آلاف المصريين وفى مصر دعوات الملايين من المصريين.

لقد أكدت رسالة الشعب المصرى عودة مصر الجديدة لمكانها ومكانتها الدولية، وملامح رؤيتها بأن الأمن القومى العربى جزء من الأمن القومى المصرى، وشددت على حقوق شعبنا العربى فى استقلال الإرادة وفى التنمية وفى العدالة الدولية، داعية إلى التصدى الجماعى لكل أشكال الإرهاب خاصة فى ليبيا وسوريا والعراق، مع احترام السيادة والسلامة والوحدة الوطنية للدول ولمؤسساتها الشرعية المنتخبة.

ولكم كانت رسالة الإمارات العربية المتحدة شجاعة وواضحة فى مختلف القضايا العربية السياسية والتنموية، عندما أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية فى كلمته الرصينة "إيمان دولة الإمارات بأهمية الوقوف إلى جانب الحكومات التى تواجه تحديات أمنية خطيرة، مع ضرورة المشاركة بشكل إيجابى فى تقديم الدعم اللازم لاستعادة الأمن والسلام على أراضيها، وذلك من خلال دعم المؤسسات الشرعية".

معبرا عن أسف دولة الإمارات لتصريحات البعض والتشكيك التركى المرفوض فى الشرعية المصرية، مؤكدا أن القيادة المصرية الحالية انتخبها الشعب المصرى بإرادته الحرة إيماناً منه بقدرتها على تلبية تطلعاته. ومحذرا من التدخل فى شئون مصر الداخلية، ومؤكداً أن استقرار مصر هو أساس استقرارالمنطقة كلها، وداعما للشرعية التى قررها الشعب الليبى لمجلس النواب المنتخب.

قائلا بكل الوضوح: "أن استقرار مصر يعنى تحقيق الاستقرار للمنطقة كلها، لذلك تدعو دولة الإمارات دائماً إلى تقديم الدعم اللازم للحكومة المصرية وللاقتصاد المصرى، بما يعزز من مسيرتها نحو التقدم والازدهار.

فيما كان المشهد العربى فى ساحة الأمم المتحدة مضيئا وفاعلا ومبشرا، وعكست معظم كلمات الدول العربية عموما بدرجات متباينة موقفا عربيا يضع الأمن القومى العربى فى مقدمة أولوياته لأن السماح بغيابه يهدد الجميع بالخروج ليس فقط من حركة التاريخ ولكن أيضا من ثبات الجغرافيا.

حيث عبرت الخطابات العربية عن إدراك واضح لخطر الإرهاب بكل أسمائه وأشكاله على الأمن العربى والإقليمى والدولى، خصوصا ذلك الإرهاب باسم الدين أو المذهب الذى صنع فى أفغانستان وانتقل إلى العراق نتيجة الغزو الأميركى لكلا البلدين، ومنهما تمدد إلى ليبيا وسوريا واليمن بمؤامرة الربيع الكاذب، على أيدى الجماعات التكفيرية التى أنتجها غياب الاستقرار السياسى واستنزاف الجيوش الوطنية، والتمويل والتسليح والتدريب والتجنيدمن دول معروفة راعية للإرهاب ومعادية للأمن القومى العربى.

وكان أبرز ما قيل مصريا وإماراتيا فى سياق التصدى للإرهاب باسم الدين، تأكيد الجميع، أن الإرهاب لادين له ولا وطن ولا إنسانية، وأن الإسلام هو دين الإنسانية والرحمة والعدالة والسلام، وليس دعوة إلى سفك الدماء البريئة ولا دين ترويع الآمنين، بما يؤكد أن الجماعات التكفيرية التى تنسب نفسها كذبا إلى الإسلام هى أسوأ شاهد زور على دين السلام بل هى أعدى أعدائه.

هكذا تؤكد الإمارات ومصر دوما أنهما شعبا وقيادة يسيران نحو هدف عربى واحد. فى الطريق إلى عالم يسوده الأمن والسلم ويحقق السلام والتنمية لشعوب الأرض.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة