"بلوتو" ابن الشمس الأصغر يحدث ارتباكا فى مناهج العلوم حول العالم

الإثنين، 06 أكتوبر 2014 08:30 م
"بلوتو" ابن الشمس الأصغر يحدث ارتباكا فى مناهج العلوم حول العالم المجموعة الشمسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتباك فى مناهج العلوم حول العالم أحدثته عودة "بلوتو" إلى المجموعة الشمسية بعد غياب ثمانية أعوام، وسبب الارتباك يرجع إلى إدراج ٨ كواكب فقط فى المجموعة الشمسية (عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشترى وزحل وأورانوس ونبتون) بعد حذف بلوتو بعد قرار الاتحاد الدولى للفلك بأنه ليس كوكبا، ثم الاعتراف "بكوكبيته"، على ضوء نتائج الأبحاث والدراسات الحديثة التى توصل إليها التليسكوب الفضائى هابل.

ثلاثة أسباب رئيسية طردت بلوتو من المجموعة الشمسية فى عام ٢٠٠٦، وثلاثة أسباب آخرى أعادته إلى عضويتها مرة ثانية، الأسباب الثلاثة التى دفعت علماء الفلك الدوليين إلى حذف "بلوتو" من قائمة الكواكب هى أنه ليس فى مدار حول الشمس، وأنه ليس ضخما بما فيه الكفاية ليكون له جاذبيته الخاصة، وأنه ليس واضحا عن الأجرام المجاورة لمداره.

فيما تكمن الأسباب الثلاثة التى استند إليها علماء جامعة هارفارد فى حتمية عودة بلوتو الابن الأصغر للشمس إلى مجموعتها فى أن له غلافا جويا مليئا بالنيتروجين والميثان وأول أكسيد الكربون، وأن لديه مالا يقل عن خمسة أقمار، وفى أنه الكوكب الأكبر الذى يدور حول الشمس بعد نبتون.

عودة بلوتو للمجموعة الشمسية أربكت المسئولين عن التعليم، بعدما باتت المناهج خالية من كوكب بلوتو باعتباره (كويكب) وليس كوكبا حيث وصف موقع "ديلى ميرور" البريطانى هذه العودة بالخطيرة لأنها وضعت مدرسى العلوم فى المدارس الثانوية فى جميع أنحاء العالم، فى موضع "قلق"، حيث يتوجب عليهم تغيير الكتب المدرسية، لوضع "بلوتو" مرة أخرى ضمن المجموعة الشمسية بعد استبعاده.

من جانبه، قال الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الآن علمنا أن بلوتو لديه ما لا يقل عن خمسة أقمار وهو أمر مثير للعجب لأنه لا يجوز هذا لجسم غير الكوكب، ولهذا فإن المركبة الفضائية (نيو هوريزون) ستقوم بزيارة بلوتو العام القادم، حيث سيعاد قياس حجمه بالتدقيق وتلتقط له الكثير من الصور القريبة، ربما يتم العثور على المزيد من الأقمار التابعة له.

وبلوتو هو كوكب قزم يبعد عن الشمس لدرجة أنه لا يرى إلا كنجم نير، كما أنه كان الكوكب الأصغر فى كواكب المجموعة الشمسية التسعة، ومن شدة صغره لا يعتبره كثير من علماء الفلك من الكواكب بل حاول البعض اعتباره تابعا لكوكب لنبتون، وهو الكوكب الوحيد الذى لم تزره مركبة فضائية لبعده، لهذا فالمعلومات عنه غير واضحة وقليلة نسبيا، ولا توجد له صور واضحة المعالم كبقية الكواكب، ولا سبيل أمام العلماء سوى التخمينات حوله وتخيله أو تصويره عن بعد.

بلوتو ذلك الكوكب المكتشف غير المعروف النشأة والذى تختلف طبيعته عن بقية كواكب المجموعة الشمسية هو كوكب مثير للأزمات منذ اكتشافه فى عام ١٩٣٠ رغم صغر حجمه، فبعد اكتشافه مباشرة توقع العلماء أنه سيتفتت فى غضون عشر سنوات على الأكثر، إلا أنهم فوجئوا به يزداد كثافة وقوة مما جعلهم يعيدون حساباتهم أكثر من مرة، كما أن اختيار اسم له كان مثار جدل بين علماء الفلك الذين اقترحوا له أسماء عديدة لم ترق لهم وتم الاستقرار على الاسم الذى اختارته له فتاة عمرها آنذاك 11 عاما.

أزمة كوكب بلوتو بدأت بعد انتهاء اجتماع الاتحاد الدولى للفلك الشهير فى عام ٢٠٠٦، والذى كان من المقرر أن يقوم العلماء فيه بتحديد مصير لقب بلوتو "الكوكبى"، وهل سيظل بلوتو كوكبا أم سيصنف على أنه نوع آخر من الأجرام الفضائية، وانتهى الاجتماع بتصويت 424 عضوا على تجريد بلوتو من عضويته فى المجموعة الشمسية واعتراض حوالى 300 عضوا من علماء الفلك، وعلى ذلك تم إسقاط اللقب عن بلوتو ووضع تعريف جديد لمفهوم كلمة "كوكب" مما أغضب محبى الكوكب الصغير وعشاق.

وفى أقل من خمسة أيام، تزايد عدد الموقعين على هذه العريضة الاحتجاجية من بينهم أشخاص قاموا بدراسة كل كوكب وكويكب فى مجموعتنا الشمسية بالإضافة إلى حزام كويبر، وبعضهم شارك فى حملات استكشاف المجموعة الشمسية التى تمت باستخدام الروبوت، وبوصولهم إلى هذا العدد أغلق المنظمون العريضة معتبرين أنها أدت دورها وأوضحت رسالتهم جيدا للاتحاد، إلا أنهم ظلوا متمسكين بموقفهم.

أثار هذا الأمر جدلا واسعا فى الرأى العام العالمى حول تأثير هذا على المناهج الدراسية وما تعلموه طوال حياتهم وتربوا ونشئوا عليه، وانقسموا ما بين مؤيد ومعارض ومحايد، فبلوتو كان كوكبا حينما كتبت فيه كارل ماثيوز المؤلف الموسيقى عام ٢٠٠٠ المقطوعة الموسيقية (بلوتو) وكتب لها البقاء (على الأقل للتاريخ)، بعد أن قررت أحدى الشركات تسجيلها وعزفتها أوركسترا برلين"الفيلهارمونى" بقيادة "سيمون راتال".

وظهرت آثار هذا الجدل فى أوضح صوره فى عالم المدونات الإلكترونية، حيث قال أحد المدونين إنه يشعر بالحزن لأجل بلوتو" وأنه قد أدى دوره وترك بصمة واضحة فى تاريخ مجرتنا فى زمن تتغير فيه الظروف والمعطيات بـ"سرعة الضوء"، وعلى غرار، و أطلق أحد المدونين الفلبينيين تحية "لبلوتو.. ملك الكواكب القزمة وحزام كويبر والمذنبات!!" مقتنعا ومرحبا بالتصنيف الفلكى الجديد.

ويبدو أن محبى بلوتو قد يفرحون قريبا مرة أخرى، فقد وصلت الأزمة قمتها عندما بدأت مجموعة أخرى من العلماء حملة مضادة تطالب بعودة بلوتو للمجموعة الشمسية ويرون أن تلاعب تم فى عملية التصويت السابقة وقالوا فى بيان حملتهم لجمع توقيعات علماء الفلك المعارضين أن 428 عالما فقط هم من قاموا بالتصويت من أصل 10,000 أعضاء تقريبا باتحاد الفلكيين الدوليين وهو ما يفتح الباب للتساؤل عن "الفساد العلمى".











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة