لا يوجد مسافة على الأرض أبعد من الأمس.لذلك لا تتعجب حينما تشاهد ملكات جمال مصر.فعلا مصر تتغير، ولكن نوعية التغير مقلقة غير مفهومة، على أى حال نحن أفضل على المستوى السياسى وهناك أمل على المستوى الاقتصادى، وندعو الله بطفرة على المستوى الاجتماعى، ولكن لو هؤلاء هن ملكات جمال مصر، فلابد أن نستعيد حكمة سالف الذكر سعد بك زغلول «مفيش فايدة».على أى حال فقضية الجمال ليست من أولوياتنا فى المرحلة الحالية أو القادمة، فعندنا مشكلة قبح اجتماعى فى كل مكان.فعشوائية الشارع وفوضوية الناس واللامبالاة العجيبة المرسومة على وجهنا جميعا، يجعلنا من أقبح المجتمعات على مدار التاريخ.أنا من سنوات طويلة لم أصادف وجوها تبتسم وتضحك للآخرين فى الشوارع، اللهم إلا يوم تنحى مبارك الذى أطلق شحنة إيجابية فى الجميع، فنزلنا نضحك ونهلل متلاحمين فى الشوارع.لكن المعتاد أن نمشى فى السكة واجمين مرتابين «قرفانين» من بعض.فهل فقدنا السلام الاجتماعى.بالتأكيد لقد تبخر، فأشهر مظاهر الاحتفال بالعيد عندنا هو التحرش والفوضى.صار من الطبيعى أن تتحرك النساء خائفات ويتحرك الرجال فى قلق.فأى مخلوقات مشوهة ممسوخة أخرجها مجتمعنا لتنتقم منا بهذا الشكل المفترس. حتى فى الفن أصبح القبح هو الهدف، فغالبية أفلام هذا العيد مصنوعة عن البلطجية والقتلة وفتوات العشوائيات ليعلموا الشباب والأطفال الجهل أصول «الكار»، فهم الأغلبية أو القوة الشرائية التى تؤدى إلى نجاح تلك الأفلام وانتشارها، والمصيبة الأكبر أن المتعلمين يقبلون عليها.حتى فى الغناء فرضوا علينا موسيقى مزعجة ومستفزة وكلمات وقحة وإيقاع سخيف.وغمروا الشوارع والمحال بها فأصبحت رحلتك فى الشارع تلوث بصرى وتنفسى وسمعى.أما السلوكيات فحسبنا الله ونعم الوكيل. الخلاصة أن نعترف بأننا انهزمنا.إننا أصبحنا أقلية ضعيفة أمام غوغائية الشارع والفوضى والعنف.حتى العقلاء المتعلمين أصبحوا أكثر انفلاتا وميلا للفوضى خاصة فى المرور.هناك أزمة ضمير.ضميرنا شحيح ضامر غير مؤثر فى أنشطتنا اليومية، لذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه.فقبح المجتمعات مسؤولية جماعية، فإذا كان الغوغائيون تسيدوا، فذلك لأن العقلاء تقهقروا.إذا أصبح للجهل سعر، فلأننا لم نصٌن العلم.وإذا أصبحت الفهلوة والقسوة والفساد صفات مرغوبة، فلأننا استهترنا بالثقافة والمروءة والشرف. لذلك لن يعود لهذا المجتمع وقاره واحترامه إلا حينما نسعى ونضحى من أجل ذلك.أما بالوضع الحالى فيكفينا أن نحتفل بهؤلاء كملكات جمال مصر.ولله الأمر من قبل ومن بعد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة