العقلاء وحدهم هم من يدركون الحب الحقيقى، وليس هؤلاء غلبة فى هذا الزمان بل قلة، إلا أنهم يدركون أهمية ما منحهم الله، ويعلمون علم اليقين أن إدراك المانح باستخدام حسن وفعال لمنحته الكريمة، فلا يمكن لأحد منا أن يرفض امتلاك مفاتيح شخصية قوية يميزها الجرأة..التسامح..الثقة فى النفس والقدرة على الاستمتاع، هذا ما يمنحه الحب لمن أحب.
إدراك المنحة الإلهية التى أنعم الله بها علينا، ليس أمرا عسرا، وليس يسرا عندما نُحكم عقولنا، إلا أن هناك من تُرفع عن عينه الغشاوة ويرى الجمال فى نفسه عندما يرى كل ما حوله بعين المحب والعاشق، لذا فإن أصعب ما يتحمله العقلاء قبل إدراك الحب، أن يجدوه مهملا ومنسيا ويكاد يكون فى أخر قائمة اهتمامات كثير من بنى أدم.
الحب من الإيمان، ولا يحب من كفر بالقلب وأنكره ورفضه رفض العاشقين للكره..وما أبغضه، إن الحياة أمل فى إدراك الإله بمحبته، فحب الخلق وحب الحياة اعترافا منا بعظمة من أبدع وفى أبهى صورة خلق الإنسان وصوره، فلا خجل من حب صادق وكلمات قلب هوى ورحل فى الغرام حتى عرف حقيقة خلقه.
اعترف لمن تحب بحبك إن كنت عاقلا، ولا تخجل من ذلك، قد يضيع العمر هباء وأنت بعيد عن خوض رحلتك التى ستغير كل ما بداخلك، كن قويا فإن المؤمن القوى خير من الضعيف، كن جريئا فالجبناء يموتون كل لحظة بخوفهم واستسلامهم والحب لا يموت، كن صادقا فإن الصدق حياة، كن محبا وعاشقا لتنعم برضى الحبيب والمعشوق جل هواه.
وفى أخر الكلام..كل ما فى الحب ممتع ومقنع إن أدركنا الحقيقة، حب المرأة..الوطن..الإله وما أروعه، إننا نختلف فى الغرام ونتفق ولا نتخاصم أو نفترق..لا نتقاتل أو نحترق، الحب وحده يحرر كل ما فينا ويجعلنا ننطلق، إن كنا نعى واقعنا، فالأمل والمنى فى غرام العقلاء الصادقين لنغير ونتغير.. ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة