حازم عبد العظيم

نيويورك تايمز: بكاء على اللبن المسكوب

الأربعاء، 08 أكتوبر 2014 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما زلنا نعيش توابع زلزال ثورة 30 يونيو وتداعياتها، فى الداخل فلول الإرهاب الاخوانى بدأ ينحصر إلى حد كبير اللهم إلا قنابل بدائية الصنع هنا أوهناك، وفى الخارج الإعلام الغربى الأمريكى القطرى التركى يلفظ أنفاسه الأخيرة، أو بمعنى أصح يرد باقى مستحقات أموال قطر وبعض الدول الداعمة للمخطط الإخوانى فى صورة مقالات تائهة تثير الاستغراب، فجريدة نيويورك تايمز نشرت مقالا يوم السبت 4 أكتوبر حقيقة مقال لوذعى شاذ، خاصة أنه ليس مجرد مقال رأى لكاتب أو للقراء، ولكنه مقال يعبر عن الرأى الرسمى للجريدة، لأنه معنون ك editorial from the editorial board. فبعد الحضور القوى لمصر فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعاد لمصر هيبتها ومكانتها ثم لقاءات الرئيس مع كثير من الشخصيات السياسية وقادة الدول والاهتمام الواضح بمحورية وأهمية الدور المصرى ثم طلب الرئيس الأمريكى مقابلة الرئيس المصرى فى لقاء رسمى، ربما يكون اللقاء الثنائى الوحيد بين أوباما ورئيس أى دولة أخرى على هامش الاجتماعات، فبعد كل ذلك أصبح الحديث عن انقلاب عسكرى مثارا للسخرية والاستنكار ونوعا من الهزل، حتى قناة الجزيرة المأجورة ملت وزهقت، ولم تعد تردد هذه الأسطوانة كثيرا بعد «حفلة» الأمم المتحدة، ولكن تأملت كثيرا هذا المقال الغريب الذى يعبر عن خلاصة فكر النخبة القائمة على هذه الجريدة، فرغم أن العنوان يتحدث عن استحقاقات المعونة العسكرية الأمريكية، وما يجب أن تفعله مصر «الملهوفة على هذه المساعدات حسب ما ورد فى المقال» لكى تنال شرف تلقى هذه المساعدات، فيجب أن تتعلم مصر الأدب فى التعاطى مع القيم الأمريكية السامية، وتتعلم أدب ديمقراطية على مزاجهم. الجريدة ما زالت تتحدث عن الانقلاب ورئيس دولتها فى نفس الوقت يجتمع مع قائد الانقلاب، طالبا وده وقائد الانقلاب يلقى ترحيبا غير مسبوق من قادة ودول العالم إعجابا بانقلابه العسكرى! ما هذا الهزل؟ دائما كنت أقول ممكن اتفهم من يصف 25 يناير و30 يونيو بأنهما انقلاب على أساس ظهور الجيش فى الصورة «براحته» أو أن الاثنين ثورتان، لأن الجيش نزل على إرادة الشعب فى ، أما راقص السلالم من يصف إحداهما ثورة والأخرى انقلاب، ففى رأيى هذا عهر فكرى سياسى، ولمزيد من العهر تقول الجريدة بفجر شديد: إن السيسى جاء بانتخابات مزورة!!! ثم لزيادة البجاحة تضيف أن السيسى يظن أن العالم غير مدرك لذلك! بالبلدى «إن السيسى جاء بانتخابات مزورة وفاكر إن العالم مش واخد باله». ثم فى مقطع آخر تتحدث الجريدة عن النظام القمعى الهولاكى الذى قهر الإخوان المسلمين وسجنهم ووصفهم ظلما بالإرهابيين وأن هذا النظام عاد أسوأ من أيام مبارك !! هل القائمون على الجريدة بهذه السذاجة، وهل هم مقتنعون داخليا بذلك؟ تفسيرى الشخصى أنه ولا اقتناع ولا يحزنون بل هو ضغط باستماتة للملمة أشلاء المخطط القذر والإبقاء على أى جراثيم إخوانية متبقية أملا فى عودة السرطان مرة أخرى كمخلب فى قلب الدولة المصرية. والأغبياء لم يعد لديهم أى كروت ضغط سوى المعونة العسكرية وهذه المقالات الفاشلة بات واضحا لأى أهطل أو متخلف دعم السياسة الغربية اللامحدود لتنظيم الإخوان الإرهابى. فالصفقة قديمة جدا ولها جذور متشعبة وعميقة قبل 2011 بسنوات! محاربة تنظيم داعش ما هو إلا نتاج فقد السيطرة على رأس الأخطبوط الإسلامى الإرهابى وهو تنظيم الإخوان، فالمخابرات الأمريكية تعلم جيدا أن رأس الأخطبوط هو الإخوان، لأنه يستطيع التعامل مع كل التنظيمات الإرهابية المتأسلمة تحت غطاء قال الله وقال الرسول والجهاد والنكاح وحور العين. كان الهدف هو احتلال رأس الأخطبوط لمصر والتحكم فيه، وبالتالى التحكم فى كل الأذرع الإرهابية، ولكن ضرب الشعب المصرى وجيشه العظيم رأس الأخطبوط فى 30 يونيو فانفرط عقد التعابين الداعشية وانقلب السحر على الساحر وتحيا مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة