جمال أسعد

فلول وإخوان.. كنبة وثوار

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 11:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تبنى الأوطان ولا تتقدم الدول ولا يحدث إنتاج ولا تحل مشاكل ولا يتم مواجهة أعداء بغير تجمع وتوافق واتفاق أغلبية أبناء الوطن.. ولذا يصبح التوافق الاجتماعى هو الركيزة الأولى والأساسية لبناء الأوطان.

فحكومة بدون توافق شعبى حرث فى الماء، وأحزاب دون ظهير جماهيرى جمعيات دفن موتى، وقوى جماهيرية دون قيادة واعية ونخبة وطنية ووعى سياسى تصبح فوضى عارمة.

ولذا فخروج الجماهير فى 25 يناير كان نتيجة لإحساس تلك الجماهير بوطأة استبداد نظام مبارك وغياب العدل والعدالة، فلم يكن هذا الخروج نتيجة لوجود قيادة سياسية حقيقية أو رؤية ثورية تحقق ثورة بعد إسقاط مبارك فتحول الهدف من موقف ضد الشرطة وإطلاق الشعارات الثلاثة المشهورة إلى إسقاط نظام مبارك.

وغاب التوافق المجتمعى حول رؤية موحدة فتشتت الشباب وتفرقت القوى الحزبية، ولعب الإعلام على كل الحبال، وصاد الإخوان فى الماء العكر، فاختطفت الهبة.

وعندما أراد الإخوان اختطاف الدولة وتغييب الهوية المصرية حدث ذلك التوافق المجتمعى والوطنى، فكانت هبة 30 يونيو التى أسقطت الإخوان.

وكان من الطبيعى أن يكون هناك ذلك التوافق المجتمعى والتجمع الوطنى لتحقيق الثورة حتى ولو كانت على الطريقة الإصلاحية، وهو ما حدث بإقرار الدستور وانتخاب الرئيس، ولكن للأسف وجدنا ذلك الصراع الصفرى بين كل قوى المجتمع، وظهر ذلك الصراع القديم الحديث بين جيل الشباب والشيوخ وكأن المجتمع لا يقوم إلا بأحدهم.

ووجدنا ذلك الصراع بين الأحزاب الذى لا يعتمد على أى أسس سياسية أو قدرة جماهيرية، ولكن هو صراع المصالح الحزبية والمنفعة الذاتية. وجدنا صراعاً بين 25 يناير و30 يونيو، وكأن كليهما نقيض للآخر، مع أنهما هبتان مكملتان لإثبات قدرة هذا الشعب على إقرار ما يريد.

وجدنا صراع المصالح قد تجلى فى ادعاء الثورية لفلول مبارك بعد 30 يونيو، وكأنهم هم من قام بالهبة وأسقط الإخوان، وهم لا يخجلون عن معاداتهم القميئة لـ 25 يناير.

وجدنا بقايا الإخوان الذين لا علاقة لهم بالثورة، والذين يعتبرون الديمقراطية كفرا يدافعون عن 25 يناير ويدعون حماية الديمقراطية، وأولئك وهؤلاء لا يعنيهم يناير أو يونيو بقدر ما تعنيهم مصالحهم الذاتية، ووجدنا ما يسمى بحزب الكنبة، وهم جماهير الشعب الصامدة والصابرة التى لا تريد غير أمن وأمان ولقمة عيش، فرأينا الجميع يحاول استغلالها ويدعى الدفاع عنها ويحاول استمالتها.

أما ما يسمى بالثوار فاكتشفنا أن الثورة أصبحت سبوبة لها محتكروها وأوصياء عليها فهم المتحدثون باسمها والمدافعون عنها، وما دونهم أو من يخالفهم الرأى فهم الثورة المضادة.

فهل بهذا المشهد الكارثى المفكك يمكن أن نبنى مصر الجديدة، وأن نحل مشاكلنا المستعصية وأن نقوم بثورة اجتماعية على القيم المنهارة والسلوك المنحرف والأخلاق المتدنية؟ هل هذا المشهد يجعلنا قوة موحدة وقادرة على مواجهة المخططات المحيطة بنا ومواجهة الإرهاب الذى يمثل خطورة حقيقية على الوطن وسلامته والمواطن وأمنه؟

لا أعتقد يا سادة أن هذا الصراع الصفرى الذى يتصور فيه كل طرف أنه يمتلك الحقيقة المطلقة والرؤية الصائبة والوطنية الحقة دون سواه يحقق أى مصلحة للوطن أو لأى طرف، فالجميع خاسرون والحل والأمل هو التوافق والاتفاق للخروج بالوطن من أزمته الحالية وظروفه الاستثنائية لتصبح مصر لكل المصريين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بلدى

يا راجل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة