لا يمر يوم إلا ويظهر لدينا مخترع جديد يعلن عن اختراعه المذهل الذى يحل مشكلة ما ويخلص مصر من أزماتها، ومع هذا تظل المشكلات.. وتتسابق بعض البرامج على استضافة المخترعين الذين يشرحون ابتكاراتهم، التى لو تم تطبيقها لحلت مشكلات والعالم العربى وأفريقيا وربما العالم.
رأينا مخترعا أعلن عن توليد الطاقة من الخضروات، وآخر عن جهاز يكتشف المتفجرات أكثر من الكلاب المدربة، وكاسحات ألغام، ناهيك عن اختراعات للزراعة والصناعة والنقل والمرور، غالبا ما يكون المخترع قد سجل اختراعه فى براءات الاختراع، ويشكو من أنه تقدم للمسؤولين ورجال الأعمال باختراعه، لكنهم انصرفوا عنه، وأننا لا نرعى البحث العلمى، وبعض المخترعين يهدد باللجوء إلى الخارج لترويج اختراعه، مع أنه يفضل أن يقدم الاختراع لبلده.
هناك جزء من انتقادات المخترعين له وجه من الصحة، فنحن لا نولى اهتماما بالعلم والعلماء والبحث العلمى، ناهيك عن الأحوال المتردية للتعليم والبحث العلمى، وحال الجامعات والأبحاث لا يحتاج للكثير من الكلام، لكن بالرغم من كل هذا الحال المتردى، يظهر يوميا عشرات المخترعين الذين يعلنون عن اختراعات وابتكارات بعضها منطقى وأغلبها مجرد دعاية، وبعضها جنون عظمة من أصحابها، وبعضها مبالغ فيه.
لماذا نقول هذا؟... بمناسبة حالة الادعاء بالعلم التى تملأ الأجواء من حولنا، والتى أصبحت ظاهرة إعلامية لا تخضع للاختبار، ثم إن وزارة البحث العلمى وبراءات الاختراع تتعامل مع موضوع الاختراعات بنوع من البيروقراطية، هناك شروط شكلية إذا اكتملت يتم تسجيل الاختراع، من دون وجود لجان علمية حقيقية تقيم وتختبر هذا الاختراع، وبالتالى يتداخل الجاد بالتافه، والحقيقى بالمزيف، وينتهى الأمر إلى أن يأخذ الناس موضوع الاختراعات على سبيل المزاح، ويتحول الأمر إلى مجرد «توك شو»، مثل كل قضايانا.
والنتيجة أننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الاختراعات حقيقية أو وهمية، والأخطر أن قليلا من الاختراعات ربما كان حقيقيا ومفيدا يضيع وسط زحام الاختراعات الوهمية، لكن الأخطر فى كل ذلك أن بعض الدجالين يحولون الاختراعات الوهمية إلى سلع يروجونها فى الفضائيات التى يتم افتتاحها من أجل ذلك، فنرى قنوات تعلن عن علاج للصلع والسرطان والكبد والكلى والحمل خارج الرحم والنحافة والسمنة فى وقت واحد، ويتم الإعلان عنها وبيعها للمرضى الباحثين عن أمل، أو اختراعات عشبية تروج على أنها من الصين أو اليابان، وهى عبارة عن أتربة أو سموم للتخسيس والتسمين والتنعيم والتخشين، ولا أحد يحاسب أو يسأل أو يعاقب على النصب العلنى، أو بيع الوهم اللذيذ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة