السيد وزير التربية والتعليم الموقر، اسمح لى بأن أسألك، هل لديك أبناء فى المدارس الحكومية أو التجريبية أو الخاصة؟ المؤكد أن أبناءك لا يتعلمون فى المدارس المصرية، لا حكومية أو خاصة أو تعتمد المناهج باللغة العربية أو باللغات الأجنبية، لأنك لو كنت تعلم أبناءك فى مدارس مصرية لفزعت من غياب الكتب المدرسية رغم أننا نقترب من امتحانات نصف العام.
سيادة الوزير، كيف ترضى أن يعيش الملايين من أولياء الأمور والطلاب فى حيرة يضربون أخماسا فى أسداس لأنهم لا يجدون الكتب فى المدارس ولا يجدونها أيضا فى المكتبات الخاصة التى تتعامل مع مخازن الوزارة وتبيعها أرخص قليلا من مصاريف الدراسة بالمدارس الميرى واللغات، وفى الوقت نفسه يسمعون أخبارا متضاربة من المدرسين فى المدارس ومراكز الدروس الخصوصية.
سيادة الوزير، دعنا نتكلم باعتبارنا مواطنين صالحين يجلسان على المقهى يدردشان عن أحوالهما وأحوال البلد، كيف يحافظ هذان المواطنان الصالحان على إيمانهما بالتغيير الإيجابى بعد ثورتين عظيمتين، وهما يشاهدان الإهمال يضرب أهم حلقة فى مشروعهما، تعليم الأبناء؟ كيف يثقان فى أنهما كمواطنين ونظام وإدارة على الطريق الصحيح، وما رأيك أنت فى التصرف السليم الذى يمكن أن نتخذه أنا وأنت مثلا باعتبارنا مواطنين؟ هل نتحول إلى ناشطين يطالبان باستقالة وزير التعليم؟ دعك من مصادفة أنك أنت الذى تشغل المنصب حاليا، أم نكتفى بعبارة سعد زغلول الشهيرة «مفيش فايدة»، التى تعكس ظهور فيروس الإحباط القاتل؟ هل نتشاجر مع إدارات المدارس والإدارات التعليمية؟ هل ننشئ صفحة على فيس بوك اسهما «ضد وزارة التعليم الفاشلة» نكشف فيها عن شكاوى المدرسين والطلاب وأولياء الأمور؟ أم نبلغ وزير التعليم بكارثة يمكن ميعرفش؟
طيب، نفترض فرضا أنا وأنت، أن أحدنا هو وزير التعليم، ماذا نفعل؟ هل نرفت المسؤول عن الأمر فى الإدارة ؟ هل نضع خطة لحسم موضوع الكتب المدرسية خلال أسبوع مثلا ؟ هل نلف على مدارس مصر مدرسة مدرسة نعتذر للطلاب وأولياء الأمور؟ هل نلغى الامتحانات؟ أم ننشر إعلانا فى الجرائد بعنوان: ماذا تفعل لو كنت مكان وزير التربية والتعليم؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة