أثارت واقعة القبض على طالب أمام جامعة القاهرة لاتهامه بحيازة رواية جورج أوريل "1984"- التى تتحدث عن الأنظمة الفاشية- حالة من الاستياء بين قطاع كبير من الناس، وتهكم كثيرين على القبض على الطالب رغم أن الرواية تباع على الأرصفة وليست محظورة فى مصر، كما أثير جدل عنيف على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث انتقد نشطاء ما وصفوه بحظر الأفكار وحالة التوتر الأمنى التى يبدو أن وزارة الداخلية أصيبت بها، ربما بسبب زيادة وتيرة الأعمال الإرهابية التى تستهدف رجال الداخلية والجيش.
وكشفت الأيام القليلة الماضية عن العديد من حالات القبض على متهمين بحيازة أشياء ربما ليست محظورة قانونا، ودفعت تداعيات التوتر الأمنى رجال الشرطة لاعتبار أصحابها مشتبها بهم ومتهمين فى قضايا سياسية متعلقة بالأمن القومى.
ويرصد "اليوم السابع" عددًا من حالات الضبط المشابهة ومنها القبض على طالب يدعى "أحمد.م" أمام جامعة القاهرة لمجرد حيازته "بادج" مدون عليه عبارة "انتصارك بكره جاى"، وموقف أمنى آخر دلل بقوة على حالة التوتر الأمنى ظهر خلال أزمة القبض على الدكتورة هبة رؤوف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعدد من الطلاب خلال مشاركتهم فى فعاليات يوم التطوع المصرى الذى يشهد أنشطة طلابية يشارك فيه أيضا منظمات المجتمع المدنى.
وبدأت الأزمة بالقبض على عدد من الطلاب لارتدائهم "تى شيرت" الحملة الذى يحمل رمز "الكف" باللون الأصفر، فاعتقد رجال الأمن أن الرمز هو إشارة رابعة، ومع محاولة الطلاب إيضاح الأمر وتدخل الدكتورة هبة رؤوف تطور الموقف وتم القبض عليها وعدد من الطلاب وحجزهم بقسم شرطة مصر القديمة.
كما ألقت أجهزة الأمن القبض على 5 فتيات بمحافظة الإسماعيلية لحيازتهن "بالونات" تحمل رمز علامة رابعة وأمرت النيابة بحبسهن على ذمة التحقيق، وهو ما دفع منظمات وحركات شعبية للتنديد بالقبض عليهن.
وفى محافظة الإسماعيلية أيضًا ألقت قوات الأمن القبض على طالب لحيازته "مسطرة" مطبوع عليها إشارة رابعة، وتم حبسه على ذمة التحقيق ليخلى سبيله عقب قضائه مدة الحبس الاحتياطى بضمان مالى 500 جنيه.
وشهدت المحافظات المختلفة فى الآونة الأخيرة حملات أمنية ألقى خلالها القبض على عديد من الطلاب والمواطنين لحيازتهم "تى شيرتات" تحمل إشارة علامة رابعة.. بالرغم من تأكيد عدد من الخبراء القانونيين أن حيازة الشعار لا يعد مخالفة قانونية.
الحقوقى محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى، اعتبر فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الآونة الأخيرة شهدت حالة من الهوس من جانب أجهزة الأمن فى القبض على المواطنين لاتهامات غير واضحة، ومنها حيازة رواية سياسية أو "دبوس" مدون عليه عبارة غير مخالفة للقانون إلا أنها متعلقة بالحالة السياسية الحالية.
وطالب زارع أجهزة الأمن بضبط النفس واحترام حريات المواطنين خاصة غير المتطرفيين، ومن ليس لهم صحيفة سوابق، محذرا من تحول الأمر إلى القمع فى التعامل مع المواطنين من أصحاب الأفكار المعارضة.
وأكد رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى أنه يخشى من أن رجال الأمن صاروا يركبون أتوبيسات النقل العام والمترو لمراقبة حديث المواطنين والقبض على من يعبر عن وجهة نظره السياسية.
وفى حديثه عن القبض على طالب بتهمة حيازة رواية سياسية أمام جامعة القاهرة، قال إن الإرهابيين سابقا حاولوا اغتيال نجيب محفوظ بسبب روايته أولاد حارتنا، لإرهابه فكريا ورفضهم الفكر المضاد لهم، وهو الأمر الذى يشبه ما يحدث حاليا من أن أجهزة الأمن تتعامل بإرهاب مع أصحاب الفكر المعارض.
بعد القبض على طالب لحيازته رواية "جورج أوريل".. الطريق إلى السجن يبدأ بـ"دبوس وبالونة ومسطرة".. والحقوقى محمد زارع يتهم الداخلية بالإصابة بـ"الهوس".. ويحذر من قمع الأفكار
الأربعاء، 12 نوفمبر 2014 02:30 ص
غلاف رواية 1984
كتب بهجت أبو ضيف
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة