ماذا سيقول المرشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة لناخبه؟
بماذا سيفسر الناخب هذا الإقبال على الترشيح والذى تظهر مؤشراته من فترة؟
هل ستعتمد الدعاية الانتخابية على الطرق التقليدية المعهودة فى الانتخابات المصرية؟
هل تغير شيئا فى وعى الناخب بعد ثورتين شارك فيهما أملا فى حياة سياسية وديمقراطية سليمة؟
هل سيكون هناك معارضة برلمانية، ومن أى طيف سياسى تتكون؟
مجموعة أسئلة تفرض نفسها على المشهد السياسى الجارى، وتكبر مع حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن أن الانتخابات ستجرى قبل عقد المؤتمر الاقتصادى العالمى الخاص بجلب الاستثمارات الى مصر والمقرر موعده فى منتصف مارس المقبل، ومع إدراك أهمية كل هذه الأسئلة إلا أن ما يلفت الانتباه هو، التوقعات بإقبال مرتفع من المرشحين، مما يثير علامات استفهام كبيرة، لأنها لدى كثيرين ليست تعبيرا عن الرغبة فى المشاركة السياسية لتقدم مصر، وإنما ارتباط بمفاهيم بائسة سادت فى عصر مبارك، وأهمها أن «كارنيه البرلمان هو جواز مرور لمكاسب شخصية هائلة».
أما فى مسألة المعارضة البرلمانية فى مواجهة الأغلبية، فتبدأ من أن هناك اتفاق عام على مقاومة الإرهاب ومحاربته بكافة السبل، ومساندة جهود الدولة فى محاربتها له، وتأسيسا على ذلك فلن يكون هناك مشكلة فى تبنى جميع المرشحين لهذه القضية، لكن يبقى التحدى فى الجانب الأشمل والمتمثل فى طبيعة الرؤية السياسية التى سيتبناها كل مرشح مستقلا أو حزبيا، وهى التى ستقودنا الى أغلبية ومعارضة مسؤولة وبناءة ترسم نهجها واختياراتها السياسية على أسس وطنية سليمة، لا تتمسح فى الدين، ولا ترتبط بالإخوان والإرهاب بأى صورة من الصور؟
كل الأحزاب تعلن تقريبًا مساندتها للرئيس السيسى الذى يؤكد أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، ويؤكد أنه ليس له حزب معين، ويقودنا ذلك إلى تصور شكل المعارضة التى ستتولد من الانتخابات المقبلة، وطبقا للدستور، فإن الحكومة ستشكلها الأغلبية البرلمانية، ومن البديهى أن المعارضة ستكون من القوى التالية لهذه الأغلبية، فهل يوجد من الأحزاب الحالية ما هو مؤهل ليكون الأغلبية البرلمانية وبالتالى يشكل الحكومة؟ وهل يوجد من هذه الأحزاب ما هو مؤهل ليلعب دور المعارضة بجدية كاملة تقوده إلى إقناع الناخبين بأنهم مؤهلون لأن يكونوا الأغلبية فى الانتخابات المقبلة؟ والأهم فى ذلك كله، هل سيقتصر دور المعارضة على سياسات الحكومة فقط، أم أنها ستمتد إلى معارضة السيسى نفسه فى سياساته حين يخطئ؟
أكثر ما يشغلنى فى صورة البرلمان المقبل هو المعارضة بتكوينها وشكلها وأفقها السياسى، لأنها هى الضمانة الحقيقية لوجود أغلبية عاقلة لا تحتمى بحصانة الرئيس، إنما تحتمى بحصانة الشعب الذى حملها إلى البرلمان.
تعودنا فى زمن مبارك على أن نجد تمثيلا هزيلا للمعارضة البرلمانية، كان لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة، وبعد ثورة 25 يناير دخلت البرلمان وجوها جديدة بفضل الثورة والمناخ الذى فرضته، وبحكم أغلبية جماعة الإخوان فيه، بالإضافة إلى الأحزاب الدينية الأخرى كان من السهل تصنيف المعارضة البرلمانية فيه التى تمددت يومًا بعد يوم لتشمل كل الأحزاب المدنية، بالإضافة إلى حزب النور، لكن فى طبعة الحياة البرلمانية الجديدة بعد ثورة 30 يونيو من سيكون الأغلبية، ومن سيكون الأقلية؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كان سقراط يسأل ويتسائل
كيف وهو يتوعد فى حالة فوز التيار الإسلامى ... بالإنقلاب على البرلمان أيضا ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الشباب شباب القلب - مبروك للمضادة
قائمة للجنزورى و قائمة لعمرو موسى و قائمة لعز
محتاجين قائمة لمبارك وآخرى لفايزة أبو النجا ..