حازم صلاح الدين

أبوتريكة مش إرهابى

الجمعة، 14 نوفمبر 2014 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتهامات الخيانة، أصبحت عملة متداولة بغزارة فى الشارع المصرى، على مدار السنوات الثلاث السابقة تحديداً، فكل يوم نجد الاتهام ينفجر فى وجه شخص ما أو مجموعة محددة أو حزب «فلان الفلانى» وغيرهما، والأغرب أن تلك الاتهامات توزع مجاناً فى الفضائيات دون دليل واحد، والحديث هنا ليس بشكل عام، فالهجوم الذى شنه الإعلامى محمد الغيطى على محمد أبوتريكة لاعب الأهلى والمنتخب المعتزل خلال تقديمه برنامج «صح النوم»، كان خير دليل يجسد هذه الحالة، فقد اتهم أبوتريكة بأنه «إخوانى وعميل وإرهابى»، وذلك بعد احتفال بعض المواقع الرياضية بعيد ميلاد لاعب «القلعة الحمراء» السابق.

السؤال الذى يطرح نفسه هنا، ما هى الاستفادة من مثل هذه الاتهامات؟.. أكيد الإجابة عند صاحب الاتهام، ولكننا نؤكد أن أبوتريكة ليس إرهابياً لأنه لا يوجد أى اتهام أو دليل أو قضية ضده فى هذا النحو، وصراحة بعيداً عن اختلافنا فى الآراء مع أبوتريكة، فإنه سيظل أكثر موهبة فى العصر الحديث تأثيراً فى الشارع الكروى المصرى، وهو حامل لواء بطولات «القلعة الحمراء» ومنتخبنا الوطنى فى السنوات الأخيرة.. وصاحب الألقاب الكثيرة التى أطلقتها عليه الجماهير.

إذا رجعنا بشريط الذكريات لمواقف أبوتريكة، سنجد أن معظم المواقف التى اتخذها سواء كانت رياضية، أو حينما أقحم نفسه فى المشهد السياسى تدل على أنه يتعامل مع الأمور بفطرة وليس اصطناعا، لكن هناك البعض يرفض إقحام نجم بحجم أبوتريكة على الساحة السياسية، ويوجد البعض الآخر يتهمه بأنه يبحث دائماً عن «الشو الإعلامى»، وكلها فى النهاية آراء تعبر عن وجهات نظر صاحبها. ومن وجهة نظرى أن خطأ أبوتريكة الأكبر أنه أعلن على الملأ تأييده للرئيس السابق محمد مرسى أثناء ترشحه فى انتخابات الرئاسة، لأنه نجم كبير وآراؤه كان لها تأثير كبير على جماهيره.

أرى أن أزمة أبوتريكة الحقيقية هى وصف الكثيرين له بـ«القديس» الذى لا يخطئ، ويجب أن يكون أى موقف يتخذه أو تصريح يدلى به لوسائل الإعلام محسوباً، فهذا خطأ شائع لأن أبوتريكة مثله مثل العديد من المصريين رجل متدين فى حياته وليس قديساً، يصيب ويخطئ، وبالفعل له قرارات كثيرة أخطأ فى تقديريها، وله قرارات وأفعال أخرى يستحق عليها الإشادة، فيجب التفريق بين هذا وذاك.
سواء أصاب أبوتريكة أو جانبه الصواب فى قراراته فلا يجب أن نذبحه أو نهاجمه بهذه الطريقة البشعة، إلا فى حالة واحدة فقط إذا ثبت تورطه بالدليل القاطع فى جريمة أو قضية خيانة حقيقية وليست مغلفة باتهامات عشوائية.. فليس معنى أنه تعاطف مع جماعة الإخوان بوصفه كان أحد المؤيدين أو المنتمين لفكر هذه الجماعة أنه إرهابى أو خائن، وليس معنى أنه على علاقة جيدة بمجموعات ألتراس أهلاوى أنه يحرض المشاغبين منهم على العنف.. فكفانا توزيع الاتهامات، فالبلد أصبحت لا تحتمل الدخول فى دوامات جديدة تعصف بها، ولنا فيما حدث بعد ثورة 25 يناير عبرة بعد أن تركنا النهوض بالبلد والعمل على مستقبل أفضل لأولادنا والجرى وراء سراب الديمقراطية دون النظر تحت أقدامنا حتى سقطنا فى «فخ المصالح الشخصية»، فالآن نحن نعيد نفس المشهد بعدما وجهنا سلاح اتهام الخيانة تحت مسمى «الفلول» لكل من كان ينتمى للحزب الوطنى أو يتعامل معه، وحتى وصل الاتهام إلى أشخاص ليس لهم علاقة بالحزب من الأساس، فكان ذلك بداية الانهيار الحقيقى، واليوم نكرر الأفعال ذاتها تحت مسمى «إرهابى» و«خائن».. وهذا هو بداية انهيار الأخلاق قبل الوطن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة