من فضلك، لا تحمل سيفك، لا تطلق لعناتك، لا تستدعى من قاموسك كل كلمات السباب، من فضلك لا تفعلها هذه المرة كما فعلتها من قبل، وأنت تقرأ كلمات الدكتور عصام حجى حين ينتقد الإعلام المصرى لاهتمامه بأخبار «العنتيل» والفضائح والسباب على الفضائيات، وإهماله فى نفس الوقت مشاركة علماء مصريين فى المركبة «فيلة» التى نزلت لأول مرة على سطح «مذنب»، ضمن المهمة الفضائية «روزتا»، ووصفه للحدث الذى وقع يوم الأربعاء الماضى، بأنه لحظة تاريخية للإنسانية، فالمركبة ستقوم بدراسة العناصر الأساسية التى ساهمت فى نشأة وتطور الحياة على كوكب الأرض.
من فضلك اشعر بما قاله بأنه فى الوقت الذى تصدر الحدث وسائل الإعلام العالمية، لم تلتفت إليه وسائل الإعلام المصرية، من فضلك اغضب على ما ذكره بأنه لم يشفع لهذا الإنجاز التاريخى لدى الإعلام المصرى أن تحمل المركبة أسماء مصرية تاريخية (اسم المركب فيلة، على اسم المعبد الموجود فى أسوان وبنى من أجل الآلهة إيزيس)، ولم يشفع له لدى وسائل الإعلام وجود باحثين مصريين شباب ضمن الذين قاموا بالمهمة وهم، دكتور رامى المعرى «35 سنة»، دكتور أحمد الشافعى «28 سنة»، دكتور عصام حجى «39 سنة»، الدكتور عصام معروف «56 سنة».
من فضلك، ارفع رأسك لأنك ابن حضارة تدهش العالم لأنها أعطت الإنسانية الكثير والكثير، وفى الوقت الذى يبحث الآخرون فيه عن المستقبل، ويضعون همهم فى فك لغز وأسرار الأرض وما عليها، لا ينسون أنه على أرضنا كان هناك علم وتقدم وحضارة، هم ما زالوا يتعلمون منها، بينما نواصل تسليم أمورنا إليهم فى كل شىء، فلم نعد بلدا منتجا، ولا أهل علم وتقدم، من فضلك تصور حال هؤلاء الذين يهاجرون إلى الخارج ويصبحون علماء، واسأل: «لماذا ينجحون فى الخارج ولا ينجحون هنا؟».
من فضلك فكر فى أنهم يصعدون إلى الفضاء من أجل الغد، ونحن ما زلنا نسمع صياحا يحاصرنا ليل نهار حول: هل صوت المرأة عورة أم لا؟ وهل إطلاق الرجال للحاهم سنة أم فرض؟ هم يصعدون إلى الفضاء ليهدوا للأجيال القادمة علما ونفعا، ونحن ما زلنا نسمع صياحا حول :هل نسمح للشيعة فى مصر بالاحتفال بموالد آل البيت أم لا؟ وهل ينادينا الشرع بأن نلبس جلبابا قصيرا أم طويلا ؟ وهل تعمل المرأة أم تجلس فى البيت؟ وهل تعالج طبيبة أسنان الرجال أم لا؟ وهل نضع أموالنا فى البنوك أم أنها ربا يحرمه الشرع؟ لا أنسى حالة قريب لى كان مبهرا بتفوقه، وفى بداية مرحلته الدراسية الثانوية، شغلته مثل هذه الأسئلة، وانصرف إليها تاركا دروسه، فقال له والده: «يا ابنى، أنا عايزك عالم مش من اللى بيعكوا فى الكلام ده»، قريبى هذا كان ضحية أشياء كثيرة من ضمنها إعلام يغذى عنده خصام الدنيا وهجرتها، ويفعل نفس ما حدث مع عصام حجى، حين قال لا لـ«جهاز فيرس سى» المشهور إعلاميا بـ«جهاز الكفتة»، فطالب البعض بسحب جنسيته المصرية، ولما اتخذت القوات المسلحة موقفها الصحيح المعهود، لم يعتذر واحد من هؤلاء له.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
رشحي نفسك يا دينا أنتي أنسب واحدة لينا
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
الفشــل و التخـلــف أســبابه تتـعلق بنظــام الحكـم
عدد الردود 0
بواسطة:
خلييك فى كووزك مع الأخوانى الصغير ... لحد ما نعوزك
كلّ يغنى على ليللأه ... وهوه ماقلش للأعلام لييه .. وهوه كان فيين المده دى و عمل أيه و هوه مستشار؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعـيد مـتولـى
الإهتمام بالدين لا يعيق البحث العلمى