فى ندوة بمعرض الشارقة.. الموسيقى وسحرها حاضران فى الكتابة الإبداعية

السبت، 15 نوفمبر 2014 01:04 م
فى ندوة بمعرض الشارقة.. الموسيقى وسحرها حاضران فى الكتابة الإبداعية جانب من الندوة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناولت ندوة بعنوان "موسيقى الوجود والإيقاع الشعرى"، موسيقى الشعر وتنويعاتها وقدرتها على استيعاب المعانى والتعابير الشعرية المؤثرة، حيث تلامس الوجدان والروح، وأكد المشاركون فى الندوة على أن الموسيقى حاضرة فى كل النصوص الإبداعية عموماً وفى الشعر خصوصاً، كما أنها لا تنتهى ولا تنضب، وتحدث فيها الباحث إيه إيغونى باريت، والباحث عبد اللطيف الزبيدى، والدكتور إياد عبد المجيد، وعقدت الندوة فى ملتقى الأدب ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب الثالث والثلاثين.

وفى التفاصيل، قال الكاتب إيه إيغونى باريت، أنا لست شاعراً، لكن عندما أكتب نصاً نثرياً أجد فيه موسيقى بكل وضوح، ما يعنى أن الموسيقى وسحرها حاضران فى الكتابة الإبداعية، ولفت إلى أن الجيل الجديد الذى تربى على أغانى الراب مثلاً هى من وجهة نظرهم شعراً زاخراً بالموسيقى الساحرة.

وأوضح أن المرء يتأثر بالأصوات من حوله، فتتجلى على شكل موسيقى، ومن المهم أن تكون حاضرة فى نصوصه الإبداعية، فمن يكتب اليوم فى ظل هذا الزخم الكبير من السيارات وحركتها وضجيجها، يتعامل معها باعتبارها جزءا من المشهد الإبداعى والكتابة، لا مصدر ضجيج، كما كان فى فترات زمنية سابقة مثلاً، والمهم اليوم أن يتعامل الكاتب والمبدع مع تلك الأصوات ويتفاعل معها ولا يتجاوزها أو يلغى وجودها فى نصوصه، لأنها تحمل موسيقى تستحق الاستماع.

وتابع: ما أريد قوله هو أن هناك أصوات من حولنا تعكس الطريقة التى يكتب بها الكاتب عباراته ونصوصه، بمعنى أنه قد لا يدرك بالضرورة ذلك، لكن تلك الأصوات ستكون حاضرة فى جوهر النص، وهى ذات طابع موسيقى جذاب وساحر.

ومن جانبه، تحدث الباحث عبد اللطيف الزبيدى، عن الشعر العربى باعتباره شعراً موزوناً وملتزماً بالبحور الشعرية والقافية، من خلال أنماطه الأربعة الأساسية، المتمثلة فى الشعر العمودى، وشعر التفعيلة، والشعر المرسل، وقصيدة النثر، ولفت إلى أن الموسيقى حاضرة فى ككل هذه الأنماط، وكل هذا الشعر، سواء كانت تلك الموسيقى الخارجية الظاهرة، أو الموسيقى الخفية وغير الظاهرة.

وتساءل: هل يعقل أن يكون هذا الإبداع والموسيقى فى الشعر العربى وليد تلك البدايات، فما نعرفه من شعر عظيم وكبير فى العصر "الجاهلى" لأولئك الكبار وما وصلنا من نحو 400 شاعر "جاهلى"، لا يعقل أن يكون قد ولد حينها دفعة واحدة، بل هناك ما سبقه وتم البناء عليه، ومثل هذه الفكرة تستوجب من الباحثين الأنثروبولوجيين البحث فى الذاكرة الشفهية، وما قبل التدوين والتوثيق، وفى المخلفات المادية واللقى قبل الكتابة والتوثيق، كى نصل إلى تلك البدايات التى قادت إلى هذه المحطات الإبداعية. ففى الشعر العربى تدفق موسيقى ساحر ومشاهد متحركة وحركة مستمرة، لافتاً إلى أننا نحتاج إلى الموسيقى فى الشعر سواء كانت موسيقى خفية أو ظاهرة، مشيراً إلى أن تلك الموسيقى تظهر أيضاً فى أحاسيس وتجربة الشاعر. وأكد أن الشعر العربى يحتاج دائماً إلى الموسيقى والإيقاع والغناء.

وبدوره، قال الدكتور إياد عبد المجيد، إن الحياة من دون موسيقى لا وجود لها، وأشار إلى انحسار الإحساس بالإيقاعات فى الشعر على المستوى العالى، لافتاً إلى أن الشعر الجاهلى كان يجهل الموسيقى ولم ينشأ على أيدى وعقول أكاديميين، لكنه قدم لنا 16 وزناً شعرياً، مشيراً إلى أن عالم الإيقاع والموسيقى فى الشعر لا ينضب ولا ينتهى. ولفت إلى أن العرب قديما وصفوا الشاعر الأعشى بأنه "صناجة العرب" والصناجة كما هو معلوم آلة موسيقية مهمة، ما يؤشر على مدى غزارة الموسيقى فى شعر الأعشى.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة