هناك مشكلة فى المجتمعات العربية هى بالفعل متضخمة، والمشكلة الأكبر من المشكلة ذاتها هى (تفاقم تضخم المشكلة).. المشكلة المشار إليها بداية (هى سلسلة الجرائم البشعة ذات الأبعاد الجنسية التى تأتى فى سياق الزيادة الواضحة فى حجم الجريمة والعنف الاجتماعى) هناك علاقة بين الطريقة التى يتعامل بها الإعلام المقروء أو المرئى، وبين طريقة النشر وطريقة تناول الجرائم الجنسية والفتاوى المتعلقة بالاغتصاب والعلاقات بين الطرفين بأنواعها سواء رسمية أو غير رسمية، للأسف لأنه فى كل المجتمعات العربية بلا استثناء لا توجد لدينا معلومات عن دور الجنس فى العنف الاجتماعى والجريمة.. والنتيجة التفشى والانتشار الملحوظ يوميًا.
اتجهت الصحف حتى البرامج التليفزيونية إلى نشر أخبار الشواذ وقضايا الآداب، والشبكات الدولية التى انتشرت فجأة فى مصر وقدمت من كل نحو وصوب العالم الأول المتمتع بالحريات والانفتاح والتقدم العلمى والاقتصادى والحربى لنشر الرذيلة هنا فى دول العالم الثالث! الذى ما زال يحارب ويتحدث عن القضاء على أمية القراءة والكتابة المنتشرة فى أكثر من 40% من المجتمع نسبة قاتلة بمثابة قنبلة موقوتة، الجرائم تتمحور ولكن إذا بحثت عن عمق الجريمة وأساسها (الجريمة جنسية بحتة مع اختلاف الأسباب والنتائج والظروف) جريمة من نوعية أحد المدربين بالنوادى يغرر بالأمهات ويقنعهن بإقامة علاقات غير مشروعة تحت التهديد، والفضيحة (جريمة ابتزاز قائمة على الفراغ والجهل بقيم كثيرة غائبة فى غياب مفهوم الأسرة) روج لها الإعلام بتحرش فكرى وتلوث سمعى وبصرى سواء بالقارئ أو المشاهد، جرائم الدجل والشعوذة التى تنتشر بكثرة فى الريف والمدن مختصرها أن يأتى جاهل يعمل بالدجل والشعوذة لإقناع الضحية التى بلا علم أو ثقة أو أى مفاهيم أن الوسيلة الوحيدة لتعيش فى سعادة بعيدًا عن الحسد والسحر والجان إقامة علاقة غير شرعية معه وإن هذا الحل الوحيد لإنقاذها.
النوع الثالث من الأخبار المندرجة فى القائمة والتى تقع تحت طائلة جريمة فكرية ونشرها والترويج لها جريمة أكبر من الإدلاء بها (الفتاوى الجنسية) التى تندرج تحت (ظروف الاغتصاب، والتحرش، وشرعية العلاقات غير الموثقة وغير الرسمية من عدمها) والتى تروج فى مجتمع الممنوع فيه مرغوب! يستخدم هذا النوع من الفتاوى لمن يطلقون على أنفسهم "شيوخ" لعمل بلبلة وإثارة الجدل، وشهرة (للعالم الجليل الباحث فى بواطن الأمور)، لعمل حلقات ومناظرات ساخنة تحتاج إلى فواصل إعلانية، للأسف وسائل الإعلام تمارس حالة من الإغراق الإعلامى فى تناولها لهذه الجرائم، وتستثمر جاذبيتها للمتلقى، وبالتالى تضعها على سلم أولويات الرأى العام، وهناك من الإعلاميين بالاسم ولا مجال لإطلاق لفظ إعلامى، من تروق لهم هذه المواضيع جدًا جدًا جدًا، فلا يتذكره المشاهد إلا بإحدى الحلقات عن التحرش، أو استضافة أحد المشايخ ذات الفتاوى الهالكة.
انتشار الجرائم المبنية على أبعاد جنسية يساهم فى نشرها الإعلام بشكل غير مباشر حتى لو كان بدون قصد (وحسن نية للتوعية) واستبعد ذلك فى معظم البرامج، أو عن قصد لزيادة عدد المشاهدين والمتابعين، والإعلانات والإيرادات، والإعلام يخاطب الجزء الأمى فى المجتمع الأمى بمعنى الذى لا يقرأ ولا يكتب وانغرس فى متطلبات الحياة والأسرة، لا أتحدث عن الأمية من نوعية من يقرأ ويكتب ولديه بعض الشىء عن الوعى الفكرى والاختلاف وبعيد عن التطرف والمطلع إلى حدٍ ما، فالأمية درجات، ولكى لا أتجنى على المجتمع المصرى والأفراد التى تآكلت عقولها بفعل الفقر والجهل وتحكم رأس المال الإعلام وبعض الصحف والقائمين عليها يساعدون فى نشر الجرائم ذات الأبعاد الجنسية، سواء اغتصاب، وتحرش فتاوى هناك مشكلة تحرش فكرى بالقارئ والمشاهد يوميا، وازدياد العنف والسيطرة والهجوم من الإعلام على أطراف الجريمة وتولى منصب القاضى والمحقق، والجلاد، والطبيب، واحتكار للآراء، واحتقار لكل ما هو مختلف خلق تشوه اجتماعى، وصراع فى المجتمع، وحالة من الارتداد الاجتماعى والفكرى تزيد من نمو الجريمة وتصاعد وتيرة الصراع، وارتداد إلى الأصول الأبوية، والمرجعيات الأولية والجاهلية ما يجعل احتمال الانفجار وارد وبشدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة