بالفيديو.. أوجه الاختلاف بين "ترام" دبى و"الزقزوقة" المصرية.. 50 عاماً من الإهمال ضربت "ترام" المحروسة.."السلحفاة"القاهرية تقطع الخط فى 3 ساعات..والقطار الإماراتى يشق شوارع المدينة الساحرة فى 42 دقيقة

الإثنين، 17 نوفمبر 2014 05:19 ص
بالفيديو.. أوجه الاختلاف بين "ترام" دبى و"الزقزوقة" المصرية.. 50 عاماً من الإهمال ضربت "ترام" المحروسة.."السلحفاة"القاهرية تقطع الخط فى 3 ساعات..والقطار الإماراتى يشق شوارع المدينة الساحرة فى 42 دقيقة ترام دبى الجديد
كتب ماجد تمراز - أسامة عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تعانى فيه شوارع القاهرة من اختناق مرورى شديد يعوق الكثيرين عن الوصول إلى مقرات أعمالهم فى الوقت المُحدد لهم، ووسط المحاولات المُكثفة التى تُجريها الحكومة فى الآونة الأخيرة لحل مشكلة التكدس المرورى، احتاج المصريون إلى وسيلة مواصلات سحرية تنقلهم إلى أماكنهم بطريقة سهلة وفى الموعد المُحدد، وزمن تقاطر ثابت لتلك الوسيلة، وفى ظل ظروف شوارع العاصمة الحالية من زحام دائم، بالتأكيد يحتاج ذلك إلى مُعجزة سماوية فى زمن انتهت فيه المُعجزات.

وعلى الرغم من تطرق عدد من الدول إلى الإهتمام ببعض وسائل النقل القديمة، وتطويرها والدفع بها لحل مشكلات الاختناق المرورى، إلا أن "الترام" أو "الزقزوقة" المصرية كما أطلق عليه بعض سُكان منطقة مصر الجديدة، يُعانى معاناة الأمرين من الإهمال الشديد الذى ضربه منذ ما يقرب من 50 عاماً، حيث يعتبر الترام من أقدم وسائل النقل الشعبية فى مصر التى تم إنشاءها منذ 115 عام تقريباً، وبدلاً من الاهتمام به وتدليله كأحد وسائل النقل الهامة والتى اعتاد عليها سكان القاهرة لعشرات السنوات، تركوه عرضة للروطبة وأشعة الشمس وتحول من وسيلة نقل حية إلى أخرى ميتة "إكلينيكياً".

جاءت فكرة الترام فى القاهرة عام 1896م كأحد الحلول السحرية لمواجهة فئة "العربجية" والعربات "الكارو" والتى ساء حالها بعد أن عمل بها مجموعة من البشر أساءوا معاملة الرُكاب، حيث بدأ الترام بعدد قليل من القطارات ليمر بعدد من المحطات الهامة بمصر الجديدة ووسط القاهرة، ومع زيادة السُكان وحاجتهم إلى مضاعفة وسائل النقل، زاد عدد قطارات الترام ليضم محطات العباسية وعين شمس والعتبة والقلعة والسيدة زينب وقصر النيل وباب اللوق، وكوبرى الليمون والهرم، ومصر القديمة، وغمرة، ليشمل كل نواحى المحروسة.

المُحافظة تُقرر إزالة "الترام" بكل أنحاء القاهرة وتُبقى على خطوط مصر الجديدة..

مع مرور الوقت بدأت مُحافظة القاهرة تعى إلى أن حل "الترام" فى مواجهة الزحام، واستيعاب أكبر قدر من الرُكاب قديم ولا يمكن الاعتماد عليه، خاصة بعد زيادة عدد أتوبيسات هيئة النقل العام و"الميكروباصات" والسيارات الملاكى، وتمت إزالة جميع المحطات عدا الخطوط التى تربط منطقتى مدينة نصر ومصر الجديدة، وبعد فترة تم إزالة الترام من منطقة مدينة نصر لعمل محور جديد لأتوبيسات النقل العام يبدأ من الحى السابع وينتهى بالحى العاشر، والإبقاء على خط واحد فقط للترام وهو خط "الميرغنى".

80% من أسطول قطارات الترام الحالية بالقاهرة تُعانى من تهالك كامل..

ويُعانى الترام فى مصر من مشكلات جوهرية جعلته فى مؤخرة الدول المُستخدمة للقطارات الداخلية، حيث تضم مُحافظة القاهرة الآن 49 قطاراً للترام يخدمون الملايين سنوياً من سُكان منطقة مصر الجديدة والمناطق المحيطة بها، حيث يُعانى 41 قطار منهم من التهالك بعد مرور عشرات السنوات دون إجراء تعديلات أو تطويرات تُذكر.

تحول الترام من أسرع وأكثر الوسائل استخداماً فى القاهرة إلى أحد أبطأ وسائل النقل بعد أن تعرضت محركاته إلى التهالك، فقد تستغرق الرحلة الواحدة للترام 3 ساعات قابلة للزيادة بسبب الزحام الشديد وعدم الإلتزام بالقواعد المرورية السليمة لسائقيه وسائقى السيارات فى الإشارات، كما أن سائقى الترام يقفون فى خلال طريقهم أكثر من مرة الأمر قبل الوصول إلى المحطات، الأمر الذى يُزيد من وصوله بشكل متأخر.

وسيلة المواصلات الأقدم تتحول إلى مرتع للمدخنين والباعة الجائلين..

لم يكترث بعض راكبى الترام إلى إرشادات وسائل النقل الجماعى، واستخف بعضهم بها، وبعد أن كان الترام هو وسيلة الراغبين فى الوصول إلى مقرات أعمالهم، تحول إلى مكان للتسلية يقصده الشباب من أجل الضحك، استحل بعضهم التدخين بين جنباته على الرغم من زحامه واكتظاظه بالراكبين، بالإضافة إلى تعطله لأكثر من مرة أثناء رحلته، وصعوبة علاج الأعطال بشكل سريع الأمر الذى يُحطم آمال الراكبين فى الوصول إلى مقرات أعمالهم فى موعدهم بل يتخطوه بساعات.

تفاقمت خيبة الأمل لدى الفئة المُستخدمة للترام، وذلك بعد أن زاد نسبة التحرش الناتج عن الزحام الشديد بداخله، وازداد تواجد الباعة الجائلين بشكل مٌفرط دون رقابة، كما تراكمت القمامة بكل جوانبه بشكل مُقزز، وتعرضت قضبانه إلى الصدأ، وأصبح يُعانى من سكرات الموت فى أيامه الأخيرة دون أن يجد من يهتم به.

الإمارات تفتتح تراماً جديداً سرعته 50 كيلو فى الساعة الواحدة ويسير مسافة 14.6 كيلو متر فى شوارع دبى..

انتبهت دولة الإمارات إلى ضرورة إستخدام وسيلة جديدة صديقة للبيئة يُمكنها استيعاب قدر لا بأس به من الرُكاب، ووقع الإختيار على الترام، حيث افتتحت دبى ترام جديد يشق شوارعها بمسافة تصل 14.6 كيلو متر دون أن يتخطى 42 دقيقة، حيث تصل السرعة القصوى للقطار الواحد إلى 50 كيلو متر فى الساعة الواحدة مُتخطياً 17 محطة، لا يُمكن لقطار منهم أن يتوقف قبل أن يصل محطته مهما كانت الظروف الواقعة عليه.

قُسم مشروع الترام الجديد بالإمارات إلى عدة مراحل، أولها تم الدفع بـ 11 قطار يتكون من 7 عربات بطول يصل إلى 44 متر تقريباً، حيث يتم ضم 14 قطار أخرين إلى الأسطول القديم للترام فى المرحلة الثانية ليشمل إمارات أخرى خارج دبى، حيث يستوعب القطار الواحد 405 ركاب، ولا يُسمح لأحد الوقوف بلا مٌبرر داخل الترام أثناء الرحلة.

تطرق مشروع ترام دبى الجديد إلى حق ذوى الاحتياجات الخاصة فى المواصلات العامة وتم تخصيص أماكن لهم لا يمكن لأحد الاقتراب منها، ويصل زمن التقاطر بين القطار والأخر حد أدنى 10 دقائق وأقصى 12 دقيقة، حيث يمتد الترام على مستوى الأرض، مروراً بعدد من الكبارى بالقرب من منطقة مرسى دبى.

تم تحديد تعريفة ركوب الترام بشوارع دبى وفقاً للمستوى والمسافة التى يسيرها الراكب، ففى المستوى الأول يقطع الترام مسافة لا تزيد على 3 كيلو مترات يدفع فيها الراكب 3 دراهم فقط، والمستوى الثانى ينتقل فيه الراكب إلى منطقتين فقط بمسافة تتخطة الـ 6 كيلو مترات، والمستوى الثالث يمر بالخط من بدايته وحتى نهايته وتكون تكلفته 7.5 درهم، كما يضم سيارتين مخصصتين للسيدات والأطفال فقط، بالإضافة إلى فئتين فضية وذهبية للرجال.

قررت دبى تطبيق جزاءات رادعة على كل من يُخالف إرشادات المرور فى محاولة لإنجاح المشروع، حيث فُرضت غرامة تترواح بين 10 آلاف درهم إلى 30 ألف درهم لمن يخترق الإشارة المرورية بالشارع، كما يتم سحب الرخصة من السائق المُتسبب فى الحادث لمدة لا تزيد عن عام ولا تقل عن 30 يوماً، أما إذا تسبب الحادث فى إصابات جسدية بتتراوح الغرامة بين 5000 الآف درهم وحتى 15 ألف درهم.








موضوعات متعلقة


دبى تفتتح أول "ترام" فى منطقة الخليج








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة