محمد عمر يكتب: عَلى الأريكَةِ المُقابِلَةْ

الإثنين، 17 نوفمبر 2014 04:02 م
محمد عمر يكتب: عَلى الأريكَةِ المُقابِلَةْ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مُنذُ أيامٍ طوالْ
بعدَ جراحةِ استئصالْ
بعدَ أنْ هاجَمَها الداءُ العُضالْ
وانهزمَ أمامَهُ سلاحُ الدواءِ وتكسَّرتْ كلُ النصالْ
تبدَّلتْ الحالُ غيرَ الحالْ
اختفى أحدُ نهدينِ
واختفت مع النهدِ
متعةُ الحبِ ولذةُ الوِصالْ
تجلسُ الآنَ هى على الأريكةْ
مُستكينةً لينةَ العَريكةْ
تتظاهرُ بقراءةِ كتابْ
لكنَّ ذهنَها يموجُ فى اصطخابْ
وتنعَى نفسَها أنْ لم تعُدْ
إلهةَ حُبِهِ وقِبلةَ الإعجابْ
وبينَ لحظةٍ وأخرى
تختلسُ إليه نظرةَ حَسرةٍ وعِتابْ
وفى كلِ نظرةٍ.. أسئلةٌ لا تجدُ جوابْ
أعندَ الفجيعةِ والمُصابْ
تنعكسُ الأمورُ ويحدثُ انقلابْ؟
أيصبحُ الحبُ وهمًا والعشقُ سرابْ؟
أيضيعُ الحبُ لأنَ جزءًا من الجسدِ قد غابْ؟
أيموتُ الحبُ، هكذا كَمَدًا... ويواريهُ الترابْ؟
أهكذا هُم الأحبابْ؟
على الأريكةِ المُقابِلةْ
يجلسُ هوَ جِلسةً خامِلةْ
ويدُه بالجريدةِ مُتشاغِلةْ
وبينَ لحظةٍ وأخرى
يختلِسُ إليها نظرةَ خَفيةَ مُتثاقِلةْ
وأفكارٌ شتى بذهنِهِ تعربدُ جائِلةْ
هوَ الآنَ حائرٌ
يفكرُ فى المسألةْ
كيفَ يجبُ أن تكونَ المُعامَلةْ
فى تلكَ الحالةِ الجديدةِ الماثِلةْ؟
هل لو همسَ فى أُذنِها بكلماتِ الحبِ المُدلَّلِة
أتبتسمُ ابتسامَتها القديمةَ المُذهلةْ؟
أتنسالُ بين يديهِ مُتمايلةً مُتدلِّلِة؟
أم تعتبرُ همساتِهِ مَحضَ مُجامَلةْ
و أكاذيبَ عن الحقيقةِ مُضلِّلِة؟
إذا اقتربَ يداعبُها
هل تثورُ رغبتُها التى صَارَت خامِلةْ؟
هل تحيا فيها الأنثى الذابِلة؟
أم ستنفرُ منه كارهةً مُجفِلةْ؟
ماذا لو لامَسَت يدُه
تلكَ البقعةَ التى غَدتْ فارغةَ قاحِلةْ؟
أتُذكّرُها اللمسةُ بأنوثتِها الزائلةْ؟
وأنها لم تعُدْ تلكَ الأنثى الكامِلةْ؟
وأنها أصبَحَت تلكَ المرأةَ الآفلةَ؟
أتكونُ اللمسةُ فى تلكَ البقعةِ جارحة قاتلةْ؟
مُنذُ أيامٍ طوالٍ يفكرُ فى المُعضِلةْ
و لا زالَ يسائلُ نفسَهُ وتطولُ المُسائَلةْ
ما زالَ يسألُ: كيفَ تكونُ المحاولةْ؟
ما زالتْ هى على الأريكةِ تجلسْ
وما زالَ هوَ
على الأريكةِ المُقابِلة









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة