لم نظلم مدربا للمنتخب الوطنى مثلما ظلمنا حسن شحاتة.. فعل الرجل كل شىء مع الفريق، وحقق معه إنجازات كروية غير مسبوقة، وربما لن تتكرر من بعده.. ومع ذلك هاجمه أصحاب المصالح الشخصية والنفوس المريضة والضمائر الملتوية فى الوسط الرياضى، واتهموه بأنه مدرب محدود الإمكانات والموهبة ولا يستحق أن يكون مدربا ومديرا فنيا لمنتخب مصر. وفى كل مرة يهاجمونه فيها كان رده فى الملعب بتحقيق الانتصارات المتتالية، وحقق البطولة الأفريقية التى خرجنا منها مؤخرا بأقدام السنغال وبالفشل والعجز وقلة الحيلة، ثلاث مرات متتالية فى إنجاز تاريخى لم يسبقه اليه حتى أسطورة الكرة المصرية.. الكابتن محمود الجوهرى.
مع ذلك لم يكن المعلم حسن شحاتة فى رأى أعداء النجاح فى الوسط الرياضى ومن بعض المقربين حوله، سوى رجل يعمل «بالبركة» وماشية معاه «بدعاء الوالدين» وراجل «بتاع ربنا» ويؤمن بالسحر والشعوذة، وغيرها من هذه الشائعات السخيفة التى أثبتت الأيام والمستوى المتدنى للمتخب الوطنى على يد معاونه السابق شوقى غريب أن من أطلقها يعانى من انحطاط نفسى وحقد أسود تجاه الرجل. ولأنه فعلا كان رجلا لا يتوكل إلا على الله فقد نصره الله على كل أعدائه الذين لجأوا إلى حيلة أخرى وشائعة أكثر سخافة بعد فشل شائعات «البركة ودعاء الوالدين»، وهى أن وراء هذا الإنجاز ليس حسن شحاتة، وإنما هو شوقى غريب المدرب العام للمنتخب والرجل القوى، وأنه هو الذى يضع الخطط والتكتيك والتشكيل أيضا، وأنه كل شىء فى المنتخب، و«المعلم» ليس سوى اسم فقط لا دور له.
ولأن الحقيقة دائما تنتصر فى النهاية فقد كشف الناس بعد هزائم المنتخب فى تصفيات أفريقيا وخروجه للمرة الثالثة من كان وراء هذه الشائعات، ومن كان يروج لها ومن حارب واحدا من أكفأ من تولوا قيادة المنتخب حتى جعله يحتل الترتيب التاسع على مستوى العالم بعد فوزه ببطولة أفريقيا 2010، وكان حديث العالم فى بطولة القارات فى جنوب أفريقيا بعد أدائه المبهر أمام البرازيل سحرة الكرة فى العالم وفوزه على إيطاليا.
اكتشف الناس بعد هزيمة السنغال مرتين ومن قبلها تونس ومدى التدهور فى مستوى المنتخب الوطنى أن كل من روجوا لأنفسهم بأحقية تدريب المنتخب ومن حاربوه عليهم أن يعتذروا للمعلم حسن شحاتة ويعترفوا بكفاءته.. وهو ليس بحاجة إلى هذا الاعتذار أو الاعتراف.