ارتكب النجم الفنان خالد أبو النجا ذنبًا لا يغتفر.. خرج خالد عن أدبه المعهود والجم، وتجرأ وأدلى برأيه فى المشهد السياسى المصرى، ولا أعرف هل خالد منظر سياسى ومحلل، يستطيع أن يكون صاحب وجهة نظر، ورؤية سياسية شاملة تكشف الوضع؟، هل هو خبير استراتيجى عليم ببواطن الأمور يدرك حجم المؤامرة؟.. كيف يتجرأ فنان "مجرد فنان" ليس له أى ثقل فنى أوسياسى على أن يخرج علينا بمثل هذه التصريحات.
قال خالد نصًا: "إذا أردنا أن تتحسن الحالة الأمنية للبلاد، فعلينا أن نقيم مهرجان القاهرة السينمائى فى موعده، فمن لغى المهرجان، لابد أن نبحث عنه وتتم محاكمته، فالتفكير العسكرى والأمنى هيودينا فى داهية، ولو فكرنا كده البلد هتضيع، وهو ده التفكير اللى هيخلى الناس تتهجر من بيوتها فى سيناء، لأنه حق من حقوق الإنسان، لأنه ماينفعش تعمل كده علشان تأمن البلد.. مش من حقك، لو أنت مش عارف تأمنها من غير ما تاخد حقوق الناس يبقى أنت مش عارف تبقى فى مكانك".
وأضاف أبو النجا: "التفكير الأمنى هو أخطر ما يمكن أن يواجهنا.. نلغى مهرجانات ونهجر الناس من بيوتها.. هذا انتهى إحنا عملنا ثورة علشان نلغى ده.. ولو كلنا خوفنا علشان البلد بتضيع.. يبقى أنت مش عارف مهمتك.. أنت أخذت تفويضًا من الشعب.. وياريت قدامك عدو ذكى، أنت قدامك مجموعة من أغبى ما شوفنا".
واختتم: "رأيى أن الربيع العربى والثورات العربية كانت أسمى من كل هذا.. وأكدت لفكرة عدم الخوف.. وأن من حقنا أن نختار.. ولو أنت مش قادر تعمل مهمتك.. إحنا خايفين على البلد وده مش معنا إن أنا خاين علشان بقولك أنك لازم تمشى.. غيرك قادر يقوم بده.. أنا آسف جدًا.. أنت مش قادر تقوم بده.. أمشى.. ارحل .. هنقولها قريب تانى شكلنا".
أمثال خالد من الفنانين و"أنصاف المواهب" كما وصفه الكثير من الإعلاميين لا يستحقون شرف الانتماء إلى هذا الوطن، فلماذا علينا أن نصرخ جميعنا فى وجهه بأن يرحل؟، ونقدم مئات البلاغات ونطالب بمحاكمته؟ ولماذا نحاكمه أصلاً فهو لا يستحق هذا الشرف؟ بل علينا أن نضعه فى ميدان عام ولنقم جميعًا برجمه!
وقبل الرجم علينا جميعًا أن نسبه، ونخرج له ملفاته الشخصية وسيديهاته التى يملكها الكثيرون، ليس ذلك فقط فلماذا لا نفكر فى حرق كل أفلامه وأعماله؟ فأمثاله لا يستحقون أن تعرف الأجيال الجديدة عنهم شيئًا ولا أن تحتفظ شرائط السينما لهم بأى ذكرى، وعلينا أن نطالب السينمائيين بإخراجه من الجماعه السينمائية، فهو يجب أن يحاصر ويظل منبوذًا.
هذا هو لسان حال الإعلاميين، ورواد "فيس بوك".. كل ما فعله خالد أبو النجا أنه مارس حقه الطبيعى والمكفول له ولنا جميعًا فى الدستور وعبر عن رأيه، فقط قال ما يشعر به وطرح وجهة نظره، وهو حق أصيل لكل مصرى يعيش على أرض هذا الوطن، بدءًا من أصحاب أقل المهن إلى أرفعها، لم يرتكب خالد جرمًا ليتحول إلى عدو نجرده من وطنيته، ونهيل عليه التراب ونكيل له الاتهامات، كيف نترك نفسنا لهذا التردى ونقرر بضمير جمعى بارد، أن نغتال إنسانًا كل جريمته أنه تكلم، لذلك أقول لكل المزايدين "ارحمونا من كثرة التطبيل" لأن حتى الرئيس السيسى نفسه لا يحتاج إلى مزايدتكم!!.
من حق خالد أبو النجا الفنان المحترم والمثقف والواعى أن يتحدث ويبوح ويقول، وحقك أن ترفض وترد بالحجة ومنطق الأمور دون إهانة وتجريح لماذا الإصرار على أن نغرق جميعًا فى مستنقع، لا أول ولا أخر له، من الاهانات والبذاءات.
خالد فنان شئتم أم أبيتم سيظل موجودًا، بفنه وبآرائه، وسيعمل هنا أو خارج جماعتكم، لأنه فنان موهوب وصاحب تجارب متنوعة فى السينما المصرية والعربية والعالمية.