بمناسبة نغمة سائدة أننا لا نحترم العلم وأن الإعلام لا يهتم بالحدث العلمى ونتائج أبحاث المذنبات الفضائية، مثلما يهتم بالعنتيل كما قال الدكتور عصام حجى الباحث فى ناسا. وكالعادة وجدها البعض فرصة لمزيد من اللطم والتحسر على أحوال العلم والعلماء عندنا، و«كيف نكون من أجل الكينونة» وهو كلام مجانى أصاب المواطنون منه الملل، و«كلاشيهات» لا تغنى ولا تسمن من جوع. البعض اتخذها مناسبة للتحسر على العلم والعلماء، وإلقاء مزيد من اللوم علينا وأننا متخلفون.
نحن نعرف أننا متخلفون علميا ومعمليا والاعتراف سيد الأدلة.جامعاتنا بلا بحث علمى، خرجت من ترتيب الجامعات فى العالم.وهذا الكلام أمر متوفر عندنا بالكوم، ونواجه أزمة منهجية فى أعماق التفكير المعملى العلمى، وهو كلام، ولسنا فى حاجة لمن يعيد توصيف ما نحن فيه، بل نريد من يمد يده ليقول لنا ماذا نفعل ويكون لديه مشروع واضح، أكثر من الكلام.
هذا فى الواقع ما يجرنا إلى قضية أن الأكاديميين الذين اعتادوا القول إننا لا نحترم العلم والعلماء، وهذا صحيح، لكن السؤال: هل يحترم هؤلاء الأساتذة العلم والعلماء هل يقدمون ما عليهم من قيم جامعية أو أبحاث يمكن أن تساهم فى تطوير العلم، وهل يقوم الأساتذة بدورهم فى نقل العلم للطلاب، وهل يقدمون أبحاثا يمكن أن تفيد العالم؟.
كثيرون من أساتذة الجامعات للأسف لا يذهبون للجامعة إلا مرة فى الشهر وفى مواعيد المحاضرات، وهؤلاء يحصلون على رواتب من الخزانة لا يقدمون أمامها شيئا، وربما على هؤلاء العلماء أن يثبتوا أنهم يحترمون العلم، وألا يكتفوا بالملامة والنقد كما تجرى العادة، فالقضية متصلة ولها عناصرها، بل كان أساتذة الاستقلال أنفسهم يركزون على الاستقلال من دون اعتبار لدروس خصوصية أو واجبات.
وظلت الصراعات فى الجامعات تدور على نوادى هيئات التدريس وكان صراعا سياسيا وليس علميا، والحديث عن استقلال الجامعات، لم يتطرق إلى أن أعضاء هيئات التدريس أو كثير من الأساتذة انشغلوا بالعمل فى هيئات وجامعات خاصة، عن العمل فى جامعاتهم، وأغلبهم لا يقدمون شيئا للبحث العلمى، وكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه تتعطل سنوات لأن الأساتذة مش فاضيين، الكثير من الأساتذة والعلماء لم ينشغلوا بالعلم أو مشكلات البحث العلمى كما لم ينتقدوا أساتذة يقبضون رواتب من دون عمل أو بحث علمى، صحيح هناك تردٍ فى الرواتب، لكن هناك بطالة مقنعة، وأساتذة يقبضون بلا عمل ولا بحث علمى، وينشغلون بمصالح خاصة وجامعات خاصة ودروس خصوصية، ومستشفيات وعيادات، وكلها أمور تكشف عن أن العلماء هم أول من لا يحترم العلم والبحث والعلماء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة