أكرم القصاص - علا الشافعي

إبراهام لينكولن.. "انهضوا أيها العبيد" الحرية تأتى من الإيمان

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014 04:04 م
إبراهام لينكولن.. "انهضوا أيها العبيد" الحرية تأتى من الإيمان إبراهام لينكولن
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أمسك فى يده فأسه الصغيرة الحادة ليعيد تثبيت قطعة الخشب الصلدة التى حجرتها الشمس فى أخرى بجانبها على خط قطار، وألقى نظرة للأمام للعالم المترامى أمام عينيه على طول شريط الخط الحديدى الذى يصنعونه ورأى العبيد على مرمى العين منكسى الرؤوس لا ينظرون إلا إلى قطع الحديد الملقاة على جانبهم وإلى أعمدة الخشب التى سوف يثبتونها بقوة، فكر: لماذا يستعبد الإنسان أخيه؟

"انهضوا أيها العبيد فإنكم لا ترونهم كبارا إلا لأنكم ساجدون"

إنه الرئيس الأمريكى الـ16 إبراهام لينكولن، الذى قاد حرب تحرير العبيد فى الصراع الذى حدث بين الشمال والجنوب فى الولايات الأمريكية، بعد أن انفصلت 7 ولايات أمريكية بسبب رفضها لسياسته التحررية، وهى ولاية كارولينا الشمالية وفلوريدا وميسيسبى وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس، بعد ذلك أعلنت 6 من هذه الولايات دستوراً موحداً يكشف عن دولة مستقلة: الولايات الكونفدرالية الأمريكية، حينها تحدث "لينكولن" عن ضرورة الحرب، قائلا:

"كلا الطرفين يستنكران الحرب، ولكن أحدهما فضل الحرب على أن تسير الدولة فى طريقها، والآخر فضل الموت على أن تترك هذه الأمة تموت بانشقاقها، ومن هنا قامت الحرب الأهلية".

كانت فكرته عن تحرير العبيد قديمة منذ أفكاره الأولى، وقد تحمل نتيجة هذه الأفكار، ولم يهرب منها، خطاباته المشهورة ولغته الممتلئة بالحيوية وإدراكه لمفهوم الكلمة وتأثيرها وتاريخه الشخصى القائم على التعليم الذاتى وعدم تراجعه رغم إدراكه لكم الأعداء المحيطين به واشتهاره بالعدل والوسطية، والذى كان يعرف أن المتآمرين عليه يستعدون الآن للانقلاب عليه فى لحظة مجده، وأن الجنوبيين يستعدون لقتله، لم يتأخر عن تحقيق ما رآه إنسانيا، لذا شملت جهوده فى إبطال العبودية إصدار إعلان تحرير العبيد فى عام 1863م، واستخدام الجيش لحماية العبيد الهاربين. وتشجيع الدول الحدودية لنبذ العبودية، ومساعدة تمرير الكونجرس للتعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة، الذى جرم العبودية للأبد فى ديسمبر 1865.

ومع هذا كان مصابا بالاكتئاب الشديد بصورة ملفتة، بما يضعه فى صورة إنسانية متكاملة، فهو يعرف أن الحرية التى حصل عليها للعبيد لم تأت من فراغ إنما جاءت بدم الجنود ودم الجنوبيين ودم العبيد من قبل، وكان يعرف أن دمه هو آخر ما يدفع من ضريبة هذه الحرب التى كان لا يتمناها، وبعدما تم اغتياله تحول "لينكولن" بملامحه الحزينة الجادة إلى أيقونة حرية الإنسان فى العصر الحديث.

الأيقونة
الأيقونة








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة