الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب "فرقعة إعلامية".. وعود دعم الدولة بتنظيم قوافل توعية بالمحافظات ومؤتمرات عالمية لحشد المثقفين بين الواقع والمأمول والنتيجة لا شىء.. ويلتمسون العُذر لتوتر الأوضاع الأمنية

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014 05:20 ص
الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب "فرقعة إعلامية".. وعود دعم الدولة بتنظيم قوافل توعية بالمحافظات ومؤتمرات عالمية لحشد المثقفين بين الواقع والمأمول والنتيجة لا شىء.. ويلتمسون العُذر لتوتر الأوضاع الأمنية السيد البدوى
تحليل يكتبه محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل ما تشهده الدولة المصرية من حرب ضروس من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية سواء على الحدود فى سيناء أو فى المحافظات المختلفة على مستوى الجمهورية، لا نلمس من الأحزاب السياسية إلا دورًا متناهى الصغر فى دعم الدولة لمواجهة الإرهاب، بحيث لا يخرج هذا الدور حتى الآن عن إطار تصريحات الشجب وبيانات الإدانة لكل عمل إرهابى فى بقعة من بقاع الوطن يقع جرائه مزيد من الضحايا قتلى ومصابين مدنيين وعسكريين.

ورغم إعلان 45 تحالفاً وحزبًا وحركة سياسية، عن تدشين جبهة لدعم الدولة فى مواجهة الإرهاب يوم 28 أكتوبر الماضى، تحت مسمى "الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب"، وتحديد دور مجتمعى مهم لتلك الجبهة يتمثل فى توعية المواطن بأوجه العنف المسلح ومخاطره، إلا أننا لم نشهد لها أى تحرك على أرض الواقع حتى الآن، فمنذ تأسيس الجبهة تم الإعلان يوم 31 أكتوبر الماضى، عن تنظيم مؤتمر عالمى بمشاركة شخصيات عامة وفنانين، مطلع الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجارى، لكن لم يتم عقد المؤتمر دون الإعلان عن أى أسباب لتأجيله أو إلغائه.

كما تم الإعلان من قبل قيادات الجبهة، عن عزمهم التواصل مع مؤسسة الأزهر الشريف، والكنيسة، لتوعية المواطنين بمخاطر التطرف وجماعات العنف المسلح، إلا أنه لم يعلن عن تفاصيل لأى لقاءات مع أى من المؤسستين حتى وقتنا هذا.

ولم يقتصر الأمر على هذا، حيث أعلن الدكتور السيد البدوى، فى تصريح مسبق له فى مطلع شهر نوفمبر الجارى، عن عزم الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب، تنظيم مؤتمر صحفى عالمى يوم 14 نوفمبر، بمقر حزب الوفد، بحضور عدد كبير من ممثلى الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والمفكرين والأدباء ومنظمات المجتمع المدنى، من أجل توحيد القوى فى مواجهة خطر الإرهاب المواجه للدولة، إلا أن هذا المؤتمر لم ينعقد أيضاً دون توضيح أى أسباب للتأجيل أو الإلغاء.

وفى يوم آخر، صدر تصريح مطلع الشهر الجارى، للدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، يكشف فيه وجود مقترحات لتنظيم قوافل توعوية تجوب المحافظات بمشاركة حزب المصريين الأحرار وأحزاب أخرى، بالإضافة إلى وجود رغبة جادة للمشاركة فى دعم أسر شهداء الحادث الإرهابى الأخير، فضلاً عن ضحايا الإرهاب بشكل عام، لكن لم يعلن عن انطلاق أى قافلة توعوية حتى يومنا هذا بأى من محافظات الجمهورية، واقتصر الأمر على الإعلان عن فتح الجبهة صندوق لدعم أسر شهداء ومصابى التفجير الإرهابى بـ"كرم القواديس"، وجمع 5 ملايين جنيه تبرعات، "منهم مليون جنيه من رجل الأعمال نجيب ساويرس، ومليون جنيه من الدكتور السيد البدوى، و3 ملايين جنيه من رجل الأعمال محمد فريد خميس".

كانت نتيجة عدة اتصالات بقيادات الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب، أنهم لا يعلمون أى شىء عن تفاصيل عمل تلك الجبهة أو أى اتصالات تجرى لتنسيق عملها، بالإضافة إلى غياب ترتيبات أو تنسيق مشترك بين الأحزاب والحركات الـ45 المؤسسة للجبهة لعقد مؤتمر صحفى أو لقاء مع شيوخ وقبائل سيناء أو قوافل توعوية كما أعلنوا، لتصبح بذلك الجبهة الوطنية مجرد "فرقعة إعلامية" للأحزاب السياسية تدعى من خلالها دعم الدولة دون أن يكون لها حراك ملموس.

وجاء التبرير الوحيد لتقاعس الأحزاب عن القيام بالدور الذى حملته بنفسها دون أن يلقيه على عاتقها أحد وهو دعم الدولة لمواجهة الإرهاب، من الدكتور عمرو الشوبكى، القيادى بالجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب، الذى توافق على أن الأحزاب لا تقوم بدورها المأمول، فيما التمس لهم العذر لضعف تحركاتهم بسبب اضطراب الحالة الأمنية فى الفترة الحالية فى مختلف ربوع البلاد.

بينما وضح أنهم يسعون لترتيب لقاء قريب مع شيوخ وكبار القبائل فى إحدى مدن القناة للدواعى الأمنية التى تمنع تواجدهم داخل سيناء نتيجة لحالة التوتر بالمحافظة، بالإضافة إلى سعيهم لتنظيم مؤتمر صحفى قد يكون فى شهر ديسمبر المقبل، لكن تبقى تلك الترتيبات محصورة بين ما هو ملموس على أرض الواقع وما هو "مأمول".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة