جميعنا نعلم أن الجهاز الإدارى فى الدولة كهنوتى ومتحجر ومترهل، وإعادة هيكلة هذا الجهاز ستستغرق وقتا طويلا. وهذا يعتبر أحد التحديات العظمى التى تواجه أى رئيس. سمعنا كثيرا الرئيس السيسى يتحدث عن حلول غير تقليدية وإبداعية وخارج الصندوق والاستعانة بالأفكار الشابة المبدعة لحل مشاكلنا المستعصية. فالاهتمام واضح من الرئيس وكان هناك أكثر من اجتماع للشباب المبدع بحضور الرئيس والتأكيد على أهمية تطبيق هذه الأفكار، وأعطى توجيهاته للحكومة لتبنى هذه الأفكار وتحقيقها على أرض الواقع. ثم ماذا؟! النيات الطيبة والاجتماعات والاهتمام لا يكفى! القصة تتمثل فى حتمية وجود آلية محترفة ولها سلطة التنفيذ والتفعيل داخل الجهاز الحكومى. فى دولة تعدادها 90 مليون نسمة مؤكد على الأقل أن هناك بضعة آلاف من الأفكار الابتكارية والمبدعة ربما العشرات منها تصل إلى قمة الهرم الإبداعى من حيث الحرفية وقابلية التطبيق وستحدث فرقا كبيرا فى تحسن الخدمات والاقتصاد القومى! ما هو الحل؟
تمت دعوتى فى أحد الاجتماعات مع رئيس الجمهورية ومجموعة من الشباب من مبادرة فكرتى وبعض المسؤولين والوزراء المعنيين لمناقشة هذا الأمر وطرح أحد المسؤولين فكرة إنشاء منظمة أو جمعية أهلية للقيام بهذا الأمر ورفضت بشدة فما أكثر هذه الجمعيات ولها دور مهم وجيد فى التوعية بثقافة الإبداع والابتكار واكتشاف وتكريم المبدعين! فكان من الرئيس أن طلب منى وضع دراسة وتصور بالاشتراك مع الوزراء والرجوع له فى خلال أسبوع! اندهشت من استعجال الرئيس وصعوبة وضع تصور جاد علمى محترف فى مدة كهذه! ولكنى قبلت التحدى أنا وبعض من الشباب شاركونى فى هذه المهمة. وبدأت فى وضع التصور وناقشته مع بعض المسؤولين المعنيين مثل وزير البحث العلمى ورئيس المركز القومى للبحوث ورئيس أكاديمية البحث العلمى ومدير صندوق العلوم والتكنولوجيا، كما استعنت بخبراء فى مجال إدارة الإبداع مثل رئيس جامعة النيل وأحد الأساتذة المتخصصين فى الجامعة الأمريكية وخبيرة فى إدارة الأبحاث والإبداع.. ولضيق الوقت لم أستطع مقابلة وزير التخطيط، ولكن تواصلنا هاتفيا وكان رده إيجابيا فى كيفية وضع آلية مؤسسية تضمن الاستدامة والتكامل بين التصور المقترح و«بنك المشروعات» الجارى حاليا إنشاؤه فى وزارة التخطيط، كل هذا يعنى الحرص الشديد فى وضع تصور جاد ومحترف فى وقت قصير للغاية. وفى الميعاد المحدد ذهبت للرئاسة لتقديم المقترح وقابلت بعض مساعدى الرئيس لعرض المقترح بناء على طلبه. ولم أسمع منهم بعد ذلك ثم فوجئت فى اجتماع أخير للرئيس مع بعض الشباب أنه يطالب الحكومة بتبنى أفكار المبدعين. ففهمت أن مصير هذه الدراسة هو الأدراج! ملخص التصور والدراسة هو بناء كيان مؤسسى مستقل يهدف إلى إدارة الأفكار فى قمة الهرم الإبداعى بهدف محدد هو تنفيذ الأفكار فعليا على أرض الواقع بمشاركة الحكومة وتبعا لأولويات ومقتضيات المرحلة وبصفة دورية كل عام. الكيان المقترح مستقل تماما عن الحكومة ويتبع مباشرة رئيس الجمهورية يتكامل مع المؤسسات البحثية المختلفة ويتقاطع معها فى مناطق محددة ولا يقوم بعملها، والمعيار الأساسى لنجاح هذا الكيان ليس اكتشاف المبدعين ولا عمل مسابقات لاكتشاف الموهوبين، فهو يتعدى ذلك ولكن سيقاس نجاحه بعدد الأفكار التى وصلت إلى قمة الهرم الإبداعى، وتم تطبيقها فعليا على أرض الواقع. وهذا اللينك يحتوى على تفاصيل الدراسة ربما يستفيد بها أحد أعضاء مجلس العلماء الاستشارى بدلا من حفظها فى الأدراج http://docdroid.net/leb7
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة