لم يكن من قبيل المصادفة أن تعتمد حركة «نداء تونس» شعار «تحيا تونس» فى الانتخابات البرلمانية التى استطاعت خلالها الإطاحة بحكم الإخوان وفتح باب الأمل من جديد لعودة «الخضراء» للحكم المدنى والدولة المعاصرة.
ولم يكن من قبيل المصادفة أيضا أن يعلن زعيم الحركة الباجى قايد السبسى عن اعتماده نفس الشعار فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بل وأن تعلن الحركة عزمها عدم التعاون مع حزب النهضة الإخوانى فى تشكيل الحكومة المقبلة، وإعلانها على لسان الأمين العام للحركة الطيب البكوش إقامة علاقات طيبة مع القاهرة فور تشكيل الحكومة الجديدة.
صفحة الإخوان انطوت فى تونس كما انطوت فى مصر إذن، بفضل تفعيل نفس الشعار الوطنى الذى يقدم الأوطان على التنظيمات السرية والتوكيلات السياسية وعملاء الغرب، والمستقبل القريب سيشهد مزيدا من التنسيق والتعاون بين الحكومتين المصرية والتونسية ليس فقط للعمل لصالح البلدين وإنما لاقتلاع جذور تنظيم الإخوان الإرهابى من المنطقة بأسرها، وخاصة من ليبيا الشقيقة بمساحتها الكبيرة بين مصر وتونس، والتى تناضل حاليا للتخلص من ميليشيات التطرف والتكفير.
التعاون المستقبلى بين مصر و«تونس الجديدة»، سيكون خيرا كثيرا على ليبيا وسيدعم تحالف مواجهة ميليشيات القتل فى طرابلس ومصراتة وغرب بنى غازى، وسيمنع إمدادات السلاح والأموال من قطر وتركيا لخلايا الإرهاب هناك، وصولا إلى تطهيرها بالكامل، ومن ثم تطهير شمال أفريقيا من مخطط الفوضى الخلاقة.
هذا الهدف الكبير الذى يأخذ طريقه للتنفيذ بخطوات ثابتة، سيعزز مكانة التحالف العربى الرشيد الذى يعمل الرئيس السيسى على بنائه بهدوء وثبات لتعظيم التكتل والتعاون العربيين فى مواجهة ما يراد للدول العربية من إضعاف وتفتيت وتقسيم وتدمير وحروب أهلية تستمر لعقود مقبلة.
وإذا كانت السودان قد حسمت موقفها فى معسكر مواجهة الإرهاب وتلتها تونس ومن قبلهما الجزائر الشقيقة التى خاضت حربا طويلة ضد التطرف ومازالت تخوض حربا بمنطقة «غرداية» ضد الفتنة بين العرب والأمازيغ، فإن منطقة الشمال الأفريقى ستكون أول منطقة عربية تتخلص من طلائع الفوضى الخلاقة، مثلما كانت أول منطقة عربية تشهد الثورات الحق التى أريد بها الباطل الأكبر، وبعدها يمكن التعامل مع ملفات اليمن وسوريا والعراق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة