لاشك أن انتشار ظاهرة التطفل بشكل عام وبدون سبب قوى دليل على الانحطاط الأخلاقى وانحدار المستوى الحضارى والثقافى، لأنها من أسوء العادات ومن أقبح الأفعال والتصرفات، واعتبرها من وجهة نظرى التطفل والفضول بشكل عام سلوك طفـولى بـلا هـدف وإنما غريزة شيطانية من الممكن نتغلب
عليها بقوة الإيمان وقراءة القرآن، والحقيقة فى مجتمعنا الحضرى هذه المشكلة منتشرة ولها حجمها داخل المجتمعات حسب الظروف التاريخية وإفرازاتها وتأثيراتها فى المجتمع، ونجد أكثر شىء يشعرك
بالإستياء عندما تجد أقرب الناس إليك يغلبه الفضول والتطفل لمعرفة أسرارك الشخصية أو كما ذكر الكاتب أحمد المهندى مثلاً حين تغلق سماعة الهاتف يسألك من بجوراك من كان يتكلم معك وماذا قال لك ؟ فترد قائلا بغضب دفين بداخلك بكلمات محسوبة لتعطيه بعض ما يريد من معرفة ماذا دار فى الحوا ...الخ وأنا شخصياً حدث معى موقف كنت فى عملى وأجريت بعض الاتصالات من أجل مكافأة لزملائى وفرصة لجنى بعض المال عن طريق عمل إضافى بسيط وعندما أخبرتهم عن الموضوع عندما يرن الهاتف خاصتى يتصنتون، وبعد نهاية المكالمة يسألونى من كان على الهاتف ؟ فأجبت فلان، ويلحقه السؤال التالى ماذا قال لك أو ماذا طلب منك أو أو .....إلخ، وأيضا حدث معى مواقف كثيرة جدا عن
ظاهرة التطفل منها جاءنى تليفون من أخت زوجتى وزوجها وكان عندى بعض أصدقائى نشرب الشاى سويا وعندما انتهت المكالمة تغيرت الوجوه والنظرات والفضول كان يفضحهم ولم تمض لحظة إلا ونزل على وابل من الأسئلة التى أزعجتنى وأحرجتنى ولكنى بتصرف لائق ورد مقنع قلت لهم إنها أخت
زوجتى وزوجها فلان ولكن الفضول والتطفل كان قويا ماذا قالت ...الخ ؟. وللأسف أصدقائى حكموا على بغير ذلك حيث قالوا لالا لا نصدق ذلك واتفق مع الأستاذ أحمد المهندى عندما سأل لماذا نحكم على الآخرين بالسوء بسبب مظاهر أو أفعال لا نعرف أسبابها أو مكالمة لا نعرف مضمونها أو نظن بدون
وجود حقائق ملموسة ومعروفة، أيضا ما يثيرنى عندما نكون فى جلسة عادية أو داخل وسيلة مواصلات لا تخلوا الجلسة من الغيبة وذكر الناس فى غيبتهم بم لايحبوا، أما فضولى انا شخصيا حدث معى أيضا اكثر من موقف أتذكر منها عندما وجدت زوجتى تتحدث فى التليفون مع أختها وطال الحديث لساعات فتعجبت وبدون تردد سألتها ماذا قالت لك ؟ لماذا تضحكين ؟ لماذا فجأة تغيرت ملامح وجهك وحزنت بعض ضحك استمر مدة كبيرة ؟ لماذا صوتك ارتفع فجأة ؟ وللعلم أجابتنى وحكت لى ما دار بينهما من حديث وانتهى الفضول بمعرفة مضمون الحوار.. يجب أن نعود أنفسنا ألا نتدخل فى شئون الآخرين وذلك عن طريق التسبيح أو ذكر الله أو نترك المكان الذى فيه الحديث إلى مكان آخر أو غرفة آخرى ونشغل
بالنا بأى شىء آخر أو نصلى ركعتين وهو التصرف الأفضل والأسهل حتى نتجنب الفضول السىء ولا ندع النفس الإمارة تتغلب علينا لأن التطفل له ردة فعل شديدة على النفس حين يزعجك أحدهم فى أمر لا يعنيه وإنما من حب المعرفة والتطفل ؟ أبسطها تتغير ملامحك وتتصبب عرقا وتهمم بكلمات غير مفهومة للحظة حتى تجمع أفكارك وتجد الرد المقنع لهذا المتطفل على حياة الغير وتعريف واضح وصريح بأن التطفل من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية المزمنة والمنتشرة فى أرجاء الوطن منذ القدم فهى مرتبطة بالوضع الأخلاقى والحضارى العام الذى يسود البلدان العربية التى تؤثر فينا ونؤثر فيها بصورة متبادلة وإن كان تأثير بعض الدول العربية فى كل دولة عربية أكبر وأكثر من تأثير المجتمع القطرى أو أى
مجتمع آخر فى الأوساط الاجتماعية العربية، إذ أن هذه الصفة موجودة فى كل المجتمعات البشرية، حيث أن انتشار هذه الظاهرة دليل على الانحطاط الأخلاقى ولطالما تضايق الناس منها وانزعجوا وتكدر
مزاجهم فالإنسان مهما علا شأنه أو صغر يحاول جاهدا كتم أسراره والمحافظة على خصوصياته وحماية شئونه من تطفل الآخرين وتدخل الفضوليين، وهذا بلا ريب حقٌ من حقوقه المشروعة التى كفلتها له الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.
خلف الله عطالله الأنصارى يكتب: لا للتطفل على حياة الآخرين ؟
الأحد، 02 نوفمبر 2014 06:06 م
شخص يتحدث فى التليفون - صورة أرشيفية