فى كل ثورة وكل صراع هناك دائما «أغنياء الحرب» يستفيدون من قيام الحرب، لأنهم يتاجرون فى السلاح والموت، ويستفيدون من نهاية الحروب لأنهم يتاجرون فى إعادة بناء ما دمرته الحرب، وهؤلاء يحملون روح «المرتزقة» لا يهتمون بالموت ولا بالحياة وإنما بمصالحهم، يربحون فى كل الأحوال.
نقول هذا بمناسبة التساؤلات عن داعش كتنظيم إرهابى وانتشرت فى العراق وسوريا، وتتوسع فى ليبيا، ونشاهد حالة من المبايعات والانضمامات التليفزيونية المدعومة إعلاميا وفضائيا و«انترنتيا»، وقد ركبت داعش قطار الربيع العربى و«دلدلت أرجلها»، وأصبحت اليد التى تحفز الخوف فى المنطقة وتساهم فى مضاعفة استهلاك السلاح من الدول المنتجة.
لم تحصل داعش على كل هذا السلاح من المريخ، أو كائنات فضائية، وإنما تستعمل سلاحا متطورا وسيارات ومدرعات وهو سلاح أمريكى وبريطانى وأوروبى وتركى وأوروبى. ربما لهذا لا تبدو الولايات المتحدة جادة تماما، ومعها الدول الكبرى فى مواجهة تنظيم داعش، وهو تنظيم ربته وسمنته، دعك من خطاب داعش المتخلف، فقد عرفت الولايات المتحدة مبكرا ومن تجربتها مع القاعدة، كيف تضع شعارات إسلامية على شفاه ورايات الإرهابيين.
ومعروف أن الإرهاب قتل ودمر من العرب والمسلمين أضعاف ما فعل بمواجهة من يعلنهم أعداءه.
الولايات المتحدة باعتراف كبار منظريها ورجالها ودبلوماسييها، هى التى دعمت الجماعات المسلحة فى كل المنطقة منذ بدايات الربيع العربى، قوات حلف الناتو هى التى أدخلت السلاح لليبيا وركبت على ثورة الشعب الليبى، وتجاهلت الثوار لصالح الجماعات المسلحة، ونفس الأمر فى سوريا، ولم يعد أحد يتذكر مظاهرات السوريين، وإنما يرى الخراب.
لم تخرج داعش من تحت الأرض، بل تم إدخالها بمعرفة تامة لأجهزة الاستخبارات وتجار سلاح ومروجى الخوف، وباستعمال مقاولى حروب من المنطقة ومن هذه الدول من العراق وسوريا وليبيا، تمويل داعش بأموال عربية وإسلامية، وقد يبدو الإرهابيون وهم يمثلون فى استعراضات فى ليبيا أو العراق، ويتباهون بقطع الرؤوس، ويتحركون بسيارات حديثة لم يصنعوها وأسلحة حديثة وأموال نفط يبيعونه بسعر بخس لمقاولى الحرب.
من يريد أن يعرف من أين يأتى داعش بالسلاح والعتاد، عليه أن يسأل: ولمن يبيعون البترول فى العراق وسوريا وليبيا؟. ترى تركيا وقطر، وترى أمريكا وأوروبا، وتجارة السلاح غير المعلنة وتقدر بمليارات. ومن هذه المليارات يتم تمويل فضائيات وصحف فى تركيا وقطر وأوروبا، هى حرب بالوكالة لصالح تجار ومنتجى السلاح. وهو ما يعيدنا إلى نقطة البداية. حيث تم إطلاق فضائيات وصحف تعلب لعبة التسويق للإرهاب باسم حرية لا علاقة لها بالحرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة