عادل السنهورى

شباب «الحلم» والعمل التطوعى فى مصر

الخميس، 20 نوفمبر 2014 06:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مصر نفتقد ثقافة العمل التطوعى كوسيلة للمشاركة المجتمعية والإصلاح وتغيير السلبيات فى المجتمع والمساهمة بمجهودات بسيطة وبإمكانات قليلة فى تخفيف المعاناة عن الفقراء والمحتاجين والمشاركة الفعالة فى الأنشطة الاجتماعية والتطوعية داخل كل قرية أو مدينة دون الاعتماد على الحكومة والمسؤولين وبالاعتماد على القدرات والجهود الذاتية.

رغم أن التطوع ثقافة أصيلة فى مصر منذ سنوات طويلة، ومع ذلك لم نشاهدها بشكل فعلى إلا فى لحظات تاريخية معينة مثلما حدث داخل ميدان التحرير وفى شوارع مصر بعد 25 يناير واندفاع الشباب والفتيات إلى تنظيف الشوارع وتلوين الأرصفة وتوعية الناس بالحفاظ على نظافة المكان والبيئة المحيطة فى لحظة استثنائية ضاعت فى دهاليز السياسة وألاعيبها.

العمل التطوعى ثقافة إصلاحية منتشرة فى المجتمعات الغربية الغنية وكل فرد على قدر مجهوده وإمكاناته لخدمة مجتمعه والنهوض به والحفاظ عليه فى هذه المجتمعات، لا يعنى ما سبق أن ثقافة العمل التطوعى اختفت من المجتمع المصرى فى الأربعين عاما الماضية بعد تراجع الدولة عن دورها فى الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية تجاه الشعب والانحياز إلى فلسفة رأس المال فى الحكم، فمازالت هناك بقايا روح تسرى داخل أجساد فئات عديدة من الشباب المصرى الذى يسعى لخدمة بلده ومجتمعه المحلى فى بعض قرى وأنحاء مصر، وأسرد هنا تجربة شباب وشابات فى مدينتى دسوق تستحق الإشادة بها ودعمها، هؤلاء الشباب قرروا التعبير عن حب الوطن بطريقة فعالة وإيجابية وأنشأوا جمعية خيرية باسم «جمعية الحلم الخيرية والحقوقية بدسوق» منذ شهور قليلة بعيدا عن «دوشة السياسة وحروب النشطاء» وحققت الجمعية فى هذه الفترة القصيرة أعمالا اجتماعية وتطوعية كثيرة دفعت عددا آخر من شباب المدينة للانضمام إليها لمساعدة المحتاجين وإقامة المعارض الخيرية فى المدينة والقرى المحيطة بها، وتوسيع النشاط التطوعى إلى المشاركة فى تلوين محطة السكة الحديد بالمدينة وبعض الشوارع فى مشهد أثار إعجاب الأهالى والمسؤولين فى دسوق، وشاهدت بنفسى المجهود الذى يقوم به هؤلاء الشباب المؤمن بوطنه والمنتمى إلى قضية المستقبل دون ضجيج وشعارات فضائية ومواقف عنترية فارغة، مثل هؤلاء هم الشباب الحقيقى الذى يجب أن ندعمه ونساعده وننشر ثقافته فى باقى أنحاء مصر، وبالمناسبة، غالبيتهم من خريجى وطلاب الجامعات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة