قبل 30 عاما كان المجتمع المصرى رهينة لأفكار الثلاثى محمد عبدالسلام فرج «صاحب الفضيلة الغائبة» وشكرى مصطفى «منظر التكفير والهجرة» وعصام القمرى «أسطورة الحركات الإسلامية»، نتج عن فكر الثلاثة جيل جديد من الحركات الإسلامية يحمل مزيجا من التكفير واستحلال دماء الأقباط وانتهاج أعمال إرهابية بحق الجيش والشرطة.
قضت مصر سنوات طويلة تواجه أفكار ثلاثى الجهاد والتكفير والجماعة الإسلامية، وخاضت معارك دامية فى عدة محافظات سقط فيها المئات، ولم تنته إلا بمراجعات فكرية قادها الشيخان الفاضلان ناجح إبراهيم وكرم زهدى بمعاونة من اللواء أحمد رأفت.
بعد نحو 7 سنوات من المراجعات الفكرية، نشأ جيل جديد من الإسلاميين، قاده ثلاثى جديد داخل السجون المصرية، وهم توفيق فريج ومحمد بكرى هارون ومحمد على عفيفى، تقابلوا فى طرة، وتناقشوا لساعات طويلة حتى تمكن فكر التكفير من عقولهم، خرجوا من السجون مع من هرب وقت ثورة يناير وحصلوا على عفو أيام المجلس العسكرى مع مئات آخرين من الإسلاميين.
الثلاثى كونوا «بيت المقدس»، وجندوا شبابا فى صفوفهم ومنحوهم دورات تدريبية فى سيناء وشكلوا خلايا بالمحافظات ونفذوا أعمالا إرهابية فى أماكن مختلفة أرهقت الجيش والشرطة وأعادت إلينا مشاهد إرهاب التسعينيات وويلاته.
السؤال، كيف خرج ثلاثى بيت المقدس من السجون بفكر التكفير، بينما كانت الدولة تتبنى مراجعات فكرية وتعقد ندوات لساعات طويلة فى السجون، وكيف كان السجن لهم بيئة صالحة لتطور فكر التكفير لا للبعد عنه؟
الإجابة تكمن أنه فى الفترة من 2008 وحتى 2011، قصرت الدولة تجاه شباب الجماعات الإسلامية فى السجون ولم تواظب على استكمال مشروع التصحيح الفكرى بعد نجاح المراجعات، ولم تكمل دوراتها الفقهية وندواتها، وهو ما ترتب عليه أن الثلاثى بدلا من أن يكون السجن لهم مكانا لتصحيح الفكر أصبح مكانا لتطوير الأفكار التكفيرية ومزيدا من كره الجيش والشرطة واستحلال ارتكاب أعمال إرهابية.
ذكرت قضية ثلاثى بيت المقدس، لكى أدق ناقوس الخطر بشأن مئات من شباب الإسلاميين فى السجون، من يجلسون سويا، يتناقشون، حتما سيتغير فكرهم، ولكن للأسوأ، كل التجارب من قبل تؤكد أنهم سيخرجون محملين بفكر التكفير، سيخرجون مشحونين بالغضب تجاه السلطة والجيش والشرطة، حتما سيخطط أحدهم لتنفيذ أعمال إرهابية من جديد.
الحل فى أيدينا نحن، نبدأ معهم جلسات تصحيح الفكر، تصحيح المفاهيم الخاطئة، تصحيح العقيدة المغلوطة، لكى لا يخرج منهم ثلاثى جديد يسير على نهج ثلاثى بيت المقدس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة