الصداقة كلمة مشتقة من الصدق يعنى عطف متبادل بين شخصين، حيث من المفترض أن يريد كل منهما الخير للآخر مع العلم بتلك المشاعر المتبادلة فيما بينهما، الصديق من يعيش ويتعايش معك الذى يتحد وإياك فى الأذواق والذى تسره مسراتك وتحزنه أحزانك، الصداقة فى حد ذاتها إحدى الحاجات الضرورية للحياة لا أحد يستطيع أن يعيش بلا أصدقاء مهما توفرت له الخيرات فالأصدقاء هم الملاذ الذى يلجأ إليه المرء وقت الشدة والضيق تحد بند علاقة مبنية على أسس متينة من الود والتفاهم.
الصديق وقت الضيق فى زمن عز فيه كل شىء فكان طبيعيا أن تعز فيه الأصدقاء وتحاط بأشخاص يرتدون قناع الحمل الوديع وقلوبهم غلفٌ كالحجارة وأقسى، أحمد الله كثيراً على كشفهم لى وكنت أنا المخدوعة حتى كاد الله يقول لى "بكشفهملك اهو واحد وراء الثانى أعملك إيه أموتهملك يعنى!". الحمد لله بكرةً وأصيلا على كشفه من أبدعوا فى تمثيلهم حتى عندما سقطت الأقنعة لم أصدق أم أعينى ولكن كشفهم نعمة لا تستوجب الحزن بل الشكر فهم بحق الضيق وقت الصديق ، اختيار الصديق الخطأ مصيبة فكما يقول المثل العربى "احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة".
ولكن كان لى أيضاً نصيب من الصديق وقت الضيق فاكتشاف الأصدقاء "اللى بجد نعمة لا تعد ولا تحصى" يصعب تركهم ويستحيل نسيانهم لى منهم ثلاثة باقة صغيرة أينعم و لكنها كبيرة فى هذا الزمن لهم موضع قدم فى قلبى، إحداهم جارة عقلى قبل بابى والأخريين مجدافين لمركبى لو تركت إحداهم مال المركب ولو تركت الاثنتين هوى شراعى و غرقت ، أسير معهم بمبدأ أتعلم منك و تتعلم منى و سوف لن نختلف.
فالصديق نعمة من الله وعناية منه بنا سبحان من أودع محبتهم فى قلبى كما أهلى وأكثر، ضعفى ودموعى أمامهم وليس لغيرهم فهى محرمة على الآخرين، لو يعلمون كيف من دونهم لا أكون.
نعمة يغبطنى عليها الحاسد والحزين ولهذا ببخرنى من كل عين لا ترحم كل حين، دمهم لى يارب ما دمنا أحياء والعمر الطويل ليهم.
وكيف تفرط فيمن تحملك فى غضبك وانفلات أعصابك قبل اعتدال مزاجك وفى حزنك قبل فرحك وفى ضعفك قبل قوتك وجبروتك، هى نعمة المحافظة عليها فرض على كل مؤمن ومؤمنة والمفرط فى حقها آثم سيدخل النار حدف! الصداقة الحقيقية من أجمل العلاقات التى تحدث للفرد فى حياته فللصداقة معانى لا يفهمها إلا من يملك صديقاً حقيقياً صدوقا يقول الإمام الشافعى: "سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صدوق صادق الوعد منصفاً"
ويقول ابن أبى الحديد: "تكثر من الإخوان ما استطعت فإنهم عماد إذا استنجدتهم وظهير وما بكثر ألف خل وصاحب وإن عدوا واحداً لكثير".
مجموعة من الشباب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة