رسائل من الحرب العالمية الأولى لجندى بريطانى فى "كتاب الهلال"

السبت، 22 نوفمبر 2014 11:59 ص
رسائل من الحرب العالمية الأولى لجندى بريطانى فى "كتاب الهلال" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من وجهة نظر جندى عاشق لا تصير الحرب حربًا، ولكنها حدث إنسانى استثنائى يفجر طاقاته، ويمنحه بصيرة فيرى الأشياء على نحو مختلف، ويصير فيلسوفًا يكتسب من الأدب قوة البيان، الجندى هو البريطانى كونينجسبى داوسن (1883 ـ 1959) الذى صار روائيًا، ويكتب هذه الرسائل من ساحة الحرب العالمية الأولى، فتبدو كقصيدة طويلة تتغنى بالحياة.

ورسائل الكتاب الذى نشر عام 1917 بعنوان "داوم على المراسلة فى زمن الحرب" صدرت ترجمته العربية الأولى هذا الشهر (نوفمبر 2014) فى سلسلة "كتاب الهلال" بعنوان "رسائل من الحرب العالمية الأولى" وترجمة الشاعر والمترجم المصرى الحسين خضيرى، ولم تكن هذه الخطابات لتنشر من قِبل هؤلاء الذين أُرسلت إليهم، لولا شعورهم بأن روح الكاتب وطباعه من الممكن أن تسهم فى تقوية أمثاله ممن يُدعَون إلى تقديم تضحياتٍ عظيمة لأجل واجبات رسمية.

ويقول أحمد شامخ مدير تحرير سلسلة "روايات الهلال" إن قيمة هذه الخطابات ليست فى هذه الحقائق التى تتضمنتها، وإنما فى كيفية تأثير هذه الحقائق البطولية المروعة على العقل الذى تمرس طويلًا على الأخلاق والمثالية الرومانسية، وتلك العمليات التى بها يكيف العقل نفسه مع الظروف غير المتوقعة والتى لا تُصدق والأفعال والواجبات المرعبة، والتى لا تكون رهيبة بفضل فعالية الجهد الروحى الذى يستحضرونه. ففى اللحظة الفارقة بين الحياة والموت يقف الإنسان على حد السكين، وتتنازع عقله وقلبه عواطف متناقضة. ومع ذلك، فإن قلب الكاتب لم يقس رغم تعامله اليومى مع الموت، لقد طهرته الشفقة والأهوال، والبطولة والتضحية، من أجل واجبات جليلة، كما تكمن أهمية الكتاب أيضا فى كيفية تأثير الحقائق الحربية المرعبة والبطولية فى آن، على العقل المرهف فى مواجهة واجباتٍ ترقد إلى جوار الرعب، ويتم إنقاذها من كونها مروعة بواسطة فعالية المجهود الروحى الذى يتم استحضاره.

وفى الرسائل كراهية للحرب، ومع ذلك فإن قلب الكاتب لم يقس إثر علاقاته اليومية بالموت، لقد هذبته الشفقة والرعب، والبطولة والتضحية، حتى بدت الطبيعة الكاملة عذبةً صلبةً فى أدق مقدرة، إن الطبيعة الحميمة لهذه الخطابات ترتبط بروح الكاتب الذى امتلك مزاجًا رومانسيا ومثاليا، فمن كندا يكتب لأسرته مندهشا: "كيف أخط إليكم رسائل حب، ثم استدير موجها إلى صدور الرجال رسائل صلب" رصاصات قاتلة تلك المأساة، وذلك التناقض، بين موقعه فى ساحة المعارك ومثاليات يؤمن بها جعلت كونينجسبى داوسن يتحول من شاب صارم، إلى رجل غير مبالٍ نسبيًا بمنح الحياة، رغم أن ذلك لم يقلل من بهجته القوية فى الحياة. لقد كان فنه هو همه الرئيسى.

"رسائل من الحرب العالمية الأولى" التى ترجمها الحسين خضيرى أقرب إلى الشعر.. سجل لمشاعر الحب والكراهية والشجاعة والخوف، سجل عابر للزمن، يلخص مأساة الإنسان فى زماننا أيضا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة