عرفنا محمد ناجى شاعرا، كانت قصائده أقرب إلى شعر الرواد، هو ينتمى عمريا إلى جيل السبعينيات الذى ملأ الدنيا ضجيجا بالنظريات والمشاجرات والقصائد سابقة التجهيز، ولكنه كان يبحث عن التواصل مع قارئ الشعر الطبيعى، كانت مجلة إبداع تحت رئاسة عبدالقادر القط مرآة أمينة لواقع الكتابة فى الثمانينيات، وكانت قصائد ناجى بغنائيتها وحزنها تطل بين الحين والآخر، كان أقرب إلى شعر محمد فريد أبوسعدة ومحمد صالح، اللذين أفلتا من التنظير، بينما اتجه ناجى إلى كتابة القصص والروايات وأخذ الشاعر الذى بداخله معه.
كانت رواية «خافية قمر» فتحا فى السرد، واختارها النقاد ومحبو الكتابة الجميلة رواية عام 1994، وتوالت الروايات القصائد، مقامات عربية، لحن الصباح، العايقة بنت الزين، رجل أبله.. امرأة تافهة، الأفندى، وحتى روايته الأخيرة «قيس ونيللى» التى ستصدر بعد أيام عن مركز الأهرام للنشر، وهى الرواية التى أرسلها لى مع أحمد عبدالتواب وفوضنى بالبحث عن مكان لنشرها مسلسلة، ورحب بها إبراهيم عيسى ونشرها بشكل راق فى التحرير قبل أربعة شهور، ناجى المولود فى سمنود عام 1946، كان يعالج منذ 2011 فى باريس، وعانى فى رحلته الأخيرة من قسوة الدولة، التى لم توفر له مكانا ينام فيه، كنت أشعر بالعجز وأنا أتلقى اتصالات سهام بيومى وعبدالعزيز موافى، وزير الثقافة نفسه لم يتمكن من حل مشكلته، بسبب خطأ فى ورقة، ناجى رحل قبل ثلاثة أيام هناك، فى زيارته الأخيرة للقاهرة كان يتحدث عن المستقبل بحماس وثقة، وكان متأكدا أن مصر ستتعافى بسرعة.. رحمة الله عليه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة