دائما يطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يكون الإعلام المصرى سندا للدولة وأجهزتها فى كل معاركها فى مواجهة الإرهاب، وحتى الإصلاح الإدارى للحكومة، وعاتب الرئيس من قبل صحيفة خاصة صاغت مانشيتها وقت أزمة الكهرباء «مصر منورة بأهلها».
للرئيس حق العتاب، ولنا كإعلام حق التوجيه، دق جرس الإنذار على أماكن الخطر، والشاهد هنا أنى لاحظت على مدار الشهر الماضى عدة حوارات صحفية وتليفزيونية يجريها الرئيس مع صحف وقنوات أجنبية وعربية، لها أهميتها من الرسائل التى يرسلها الرئيس للخارج فى الوقت الراهن، ولكن يبقى لنا عليها ملاحظات، يجب أن تكون قيد الاهتمام دون مزايدة أو تكلف.
عانى الإعلام المصرى وقت حكم مرسى وجود منصات إعلامية تتحدث باسم الرئاسة، أبرزها الأناضول التركية والجزيرة القطرية، واليوم بقليل من التحليل لأداء الرئيس الإعلامى فى الشهر الماضى، أجد أن منصات إعلامية عربية وأجنبية هى من حملت تصريحات الرئيس المصرى للمصريين، وهو أمر يحتاج إلى إعادة نظر، خاصة أن الرئيس بيده إجراء حوار صحفى مع الأهرام أو الأخبار، ويقول ما يشاء بالتزامن مع حواراته بالصحافة الأجنبية.
هل يجوز يا سادة أن نعرف خبر اقتراب الإفراج عن الصحفيين بقضية الماريوت من حوار الرئيس مع قناة فرانس 24، وهل يجوز أن نعرف استعداد مصر لإرسال قوات لفلسطين لمساعدتها فى تحقيق الاستقرار بالاتفاق مع إسرائيل من حوار الرئيس مع الصحيفة الإيطالية «كورييرى ديلا سيرا»، وهل يجوز أن نعرف سعى الرئاسة المصرية إلى إعداد حزمة تشريعات استثمارية جديدة، تقلل معوقات رجال الأعمال من حوار الرئيس مع وكالة كونا الكويتية، وهل يجوز أن نقرأ رسالة بخط يد السيسى أرسلها للعاهل السعودى فى جريدة عكاظ السعودية، أم أن مكانها الطبيعى الأهرام المصرية, أدرك تماما حيثيات كل حوار صحفى أو حديث تليفزيونى يجريه الرئيس المصرى، والرسائل الضمنية به، ولكن أدرك أيضا أن الصحافة المصرية أولى برأى الرئيس فى القضايا الداخلية للوطن، وأولى بأن تكون المؤسسات الإعلامية المصرية هى المنصات الأساسية التى تنطلق منها رسائل الرئيس للشعب بالتزامن مع أى حوار لصحيفة أجنبية، خاصة أن نجاح الرئيس فى زيارة نيويورك جاء بمساندة الصحافة المصرية بالأساس، واصطفافها إلى جواره.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة