لماذا كل هذا التخويف وإشاعة القلق بين الناس والترويع مما سوف يحدث يوم الجمعة المقبل؟..وهل لدى الإخوان وأنصارهم وأتباعهم القدرة الفعلية على إحداث شىء لتغيير الخريطة السياسية فى مصر بعد أكثر من عام ونصف العام على عزل مرسى وإقرار الدستور وانتخاب الرئيس وتعافى أجهزة الدولة الأمنية وتوحد مؤسسات الدولة والشعب حول خارطة الطريق السياسية التى يتم استكمالها بانتخابات البرلمان خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام المقبل.
لو كان لدى الإخوان قدرة حقيقية لتمكنوا من تنفيذ تهديداتهم وإرهابهم بعد 30 يونيو أو فض الاعتصام الإرهابى فى رابعة والنهضة، والدولة كانت فى أقصى درجات الضعف فى ظل أوضاع داخلية مرتبكة ومتوترة وأوضاع خارجية، عالمية وإقليمية، ضاغطة ومهددة للنظام المؤقت فى مصر بعد ثورة يونيو، ومع ذلك لم ينجح الإخوان من إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء مرة أخرى ومارسوا كل أنواع التدمير والتخريب والترويع والتخويف، وتصدى الشعب المصرى لكل هذه المحاولات الفاشلة ودافع عن ثورته وحقوقه ومكتسباته، ووقف حائط صد منيعا ضد إرهاب الإخوان فى كل مكان وضد تهديدهم فى كل وقت منذ 30 يونيو وحتى الآن.
لا ننسى الأيام التى هددوا فيها الشعب بالعودة و«الخلاص» ومسميات كثيرة لم يكن لها ظل على الأرض، واختفت حشودهم التى هددوا بها وتحولت إلى مجرد جرذان هاربة وعناصر إرهابية ضالة تمارس الإرهاب العشوائى فى كل مكان، ولا أدرى لماذا تثير بعض وسائل الإعلام المقروءة والفضائية هذه الموجة من التخويف للناس من يوم 28 نوفمبر، إذا كان الغرض تنبيه أجهزة الأمن لأعمال التخريب والتدمير التى ينوى الإخوان القيام بها، فأظن الأمن يعى دوره جيدا ويتعامل مع كل بيانات الجماعة الإرهابية وتهديداتها بمنتهى الجدية، لكن نتمنى ألا يتورط الإعلام فى نشر بيانات التحريض ومتابعة تهديدات الجماعة وأنصارها لأن هذا هو الهدف التى تسعى إليه «الإخوان» لإشاعة الرعب فى قلوب المصريين.
ومن هنا أطلب من وسائل الإعلام أن تؤدى مسؤوليتها الوطنية بالتوقف فورا عن نشر بيانات وتهديدات العنف والإرهاب، وأقترح هنا أن تتجاهل كل الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية متابعة مظاهرات الإخوان فى هذا اليوم والتعامل فقط مع بيانات الأمن الرسمية، لأنهم يريدونها فتنة بإثارة مشاعر الناس، ونحن نريدها لحظة فرض الهيبة للدولة والدفاع عن الوطن.