يوجد أشخاص رائعون يظهرون فى اللحظات المربكة، رحلوا، وتركوا حكايات غزيرة شجية بين الذين تعرفوا عليهم فى حياتهم، لاتحتفى الصحف والفضائيات بذكراهم خوفا على صورة الضيوف الأحياء، هؤلاء هم الذين احتمينا بفطرتهم النقية، واعتبرناهم الأساتذة والأصدقاء، سيرتهم الطيبة يتم تداولها فى الليالى الباردة، فيسرى دفء فى المكان، كل واحد منهم ترك أثرا ما، باقيا، يهل عليك فتبتسم لأنك كنت محظوظا عندما التقيته وسهرت معه، وقطعت الشوارع الجانبية معه وتظاهرت معه، وتعلمت على يديه شيئا ما، هو لا يقوم بدور المعلم، ولكنه يفيض محبة للناس ويحلم لهم، ذكر أحدهم يستدعى الباقين، وتتخيل وجودهم الآن، وربما توقعت ردود أفعالهم على الأحداث الآنية.
نفتقد إبراهيم منصور ومحمد البساطى وإبراهيم أصلان، وخيرى شلبى وبهجت عثمان، وحسن سليمان وعمار الشريعى على سبيل المثال، أحمد فؤاد نجم سيدخل فى أى لحظة، وربما أقال رئيس الوزراء من منصبه، حجازى الرسام من أكثر الناس حضورا هذه الأيام بين الأصدقاء، ليس فقط لأنه فنان كبير حمل الفقراء فى قلبه، ودافع عن أشواقهم بريشته الشاعرة، ولا لأنه قرر فى لحظة ما أن يستقيل من روزاليوسف بسبب تعيين شخص «لا توجد بينهما عداوة» رئيسا للتحرير، هو رأى أنه لا يجوز، حجازى الذى جدد الشقة التى كان يسكن فيها فى المنيل، لكى يعيدها إلى أصحابها ورفض أن يأخذ المقابل الذى كان يقدر بمئات الآلاف، لأنه لم يدفع فيها شيئا مطلع الستينيات، وذهب إلى طنطا ليعيش فى شقة إيجار جديد، كان أغنى من عرفنا، وأنبلهم، وعاش بين الناس يتعلم منهم.. ويحنو عليهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة