سعيد الشحات

مشاهد من المغرب «1»

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 06:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تطأ قدماك أرض «مراكش» بالمملكة المغربية، سيخطف نظرك للوهلة الأولى أبنيتها الحمراء دون استثناء، بأدوارها الخمسة فقط، ونظافة الشوارع والطرق واستخدام الموتوسيكل كوسيلة تنقل للرجال والنساء.

الخضرة تكسو طرقها بالزيتون والنخيل، وأشجار البرتقال مزروعة بين الطرق ومنسقه بطريقة دائرية جميلة، يزيد من روعتها ثمار البرتقال الصفراء المتدلية بين الأوراق الخضراء، ومع طيبة الناس وكرمهم، تتأكد أنها مدينة استثنائية، يزيد من روعتها ألف عام هو عمرها

مما يجعلها أثرية بامتياز، تتعدد فيها المزارات، خاصة تلك المتعلقة بسنوات حكم الأندلس، ففيها قصر البديع الذى يعود بناؤه إلى دولة الموحدين، وفيها مقابر السعديين الذين حكموا لفترة طويلة، وفيها جامع الكتيبة بمئذنته المرتفعة، وساحته الكبيرة التى كانت سوقا لبيع الكتب.

أعطى التاريخ والحاضر سره لـ«مراكش» فأصبحت رائعة بسكانها وطبيعتها وسياحها الذين يقضون أيامهم بلا ضجيج الفتاوى الدينية المتخلفة والمغذية للإرهاب، وفى كل متر كنت أتحرك فيه بالمدينة أثناء مشاركتى فى قمة «ريادة الأعمال الخامسة» كنت أرى سياحا يتدفقون بارتياح وطمأنينة، وحين سألت مرافقنا «منير أكاجيا» أحد العاملين فى قطاع السياحة المغربية، عن سر هذا التدفق، ووضع السياحة عامة بالمغرب فى ظل حكومة حزب «العدالة والتنمية» بخلفيته الإسلامية

رد ضاحكا ومتألما، الأمر ليس كما حدث من بعض وسائل الإعلام المصرية، مشيرا إلى ما ذكرته الإعلامية أمانى الخياط منذ شهور من إساءة إلى الشعب المغربى حين تحدثت بانفلات عن اقتصاد «الدعارة» فى المغرب، أكدت له رفض المصريين والقيادة السياسية لهذا، وأن القناة الفضائية التى قالت فيها هذا الكلام عاقبتها بالاستغناء عنها، فرد، هذا ما نتوقعه من مصر التى نعشقها، ونتابع أحداثها بما فى ذلك أخبار الأهلى والزمالك.

وأجاب على سؤالى بقوله، إن حزب «العدالة والتنمية» شأنه شأن الأحزاب الأخرى، ورؤيته الإسلامية وسطية، تحترم خصوصية المغرب، ولا تحركه ارتباطات خارجية كجماعة الإخوان مثلا، وأضاف، أنه حين كسب الحزب الانتخابات الماضية، قال رئيسه فور توليه رئاسة الحكومة، إنه لم يأت بحكومة لتفرض على المرأة الحجاب، وعلى الرجال إطلاق اللحى، ويضيف محدثى، أنه لهذا فإنه لا شىء تغير فى السلوك العام، والتوجه العام للدولة بأجهزتها.

ولفت محدثى نظرى إلى قضية أساسية ومحورية وهى أن الأحزاب والشعب المغربى يجتمعون على شخص الملك محمد السادس، ويقدرونه أعظم تقدير، وأنه كان الأسبق فى فهم حالة ما يسمى بـ«الربيع العربى»، حيث قام فى عام 2011 بإجراء إصلاحات دستورية عميقة، أبرزها منح صلاحيات أكبر لرئيس الوزراء وإطلاق حرية التعبير، ولم يعد محرما انتقاد الملك ذاته فى أى رؤية سياسية، وشملت التغيرات تحرير المعتقد الدينى، فمعتنقو أى ديانة، أو مذهب دينى، وحتى الملحدون

يعيشون بحرية تامة يكفلها الدستور، والكل أمام القانون سواء، ويؤكد محدثى المغربى أن هذا السياق السياسى العام بما شمله من إصلاحات، أضاع الفرصة على كل الأطراف التى كانت تتربص بالمغرب واستقرارها، وأن هذا السياق هو الذى تعمل الأحزاب المغربية تحت مظلته، والفضل فيه يعود إلى الملك «محمد السادس».

فى ظل هذه الحالة السياسية العامة، يمكن فهم صناعة السياحة فى المغرب، وغدا نتبع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة