قبل نحو شهرين، امتلكنى شعور الإحباط كصحفى شاب مهموم بقضايا الوطن، امتلكنى وجع وقوع الدولة بجهازها الإدارى فى أخطاء فوق طاقة «البلد»، تزايدت بداخلى الأسئلة عن «الحاجات الغلط» التى نرتكبها ونرجع نبكى على أثارها السلبية، لماذا احتجز الأمن الصحفى الفرنسى الشهير الآن جريش وهو يجلس على مقهى بوسط القاهرة دون وجه حق؟ ألم يفكر الأمن وقتها أن الرئيس سيسافر فرنسا فى جولة أوروبية، وقد يكون جريش بين المشاركين فى مؤتمر صحفى ويسأل الرئيس عن القبض العشوائى والاعتقالات غير مبررة؟ من يتورط فى إحراج الرئيس؟ لماذا قبضت أجهزة أمن الجيزة على شاب بحوزته رواية جورج أورويل؟ وهل حيازة الرواية تهمة؟ ولماذا تعمد الجهاز الإعلامى الأمنى نشر الخبر فى عدد كبير من المواقع والصحف، لماذا خلقنا قضية «تافهة» من لا شىء؟ وحملنا أنفسنا خطأ؟ لماذا نسينا حادث أتوبيس البحيرة بمشاهده الحزينة، من المسؤول الحقيقى عن وفاة عشرات التلاميذ، فقط سائق الأتوبيس قدمته النيابة العامة للمحاكمة، ولكن لم يقدم أى مسؤول كبير من الدولة وزيرا كان أو محافظا أى استقالة أو حتى اعتذار حفظا لماء الوجه، باعتبارهم المسؤولين الأساسيين عن الطرق وحياة المواطن.
كل تلك الأسئلة وغيرها، التى لم أجد لها إجابة، دفعنى أن اختتم مقالاتى لـ10 أيام متتالية بعبارة «هل تسمعونا.. هل تسمعونا»، كررتها كثيرا ولا يزال الوجع مستمرا، وجع ينطلق من الحفاظ على البلد ومستقبلها، وجع مرتبط بنقد بناء لمصر لا بتصنيف ضيق لكونك «ربعاوى أو سيساوى» حتى جاء الصديق العزيز الدكتور محمد فتحى وكتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى كلمات عن نفس الوجع، عن حالة من الإحباط النسبى تمتلكه أيضا، عن الشباب الذى وقع فريسة لـ4 سنوات من المعارك، فخرج بلا مشروع، بلا هوية، بلا فكر.
كلمات فتحى لمست الوجع عند مئات الشباب، وكانت التحرك الإيجابى أن يتجمع كل من يشعر بالوجع على البلد، ويتقابلوا سعيا وراء فكرة تجمعهم، مشروع يحمل حلمهم، طاقة أمل جديدة وسط الأزمات اليومية للدولة المصرية.
كان اللقاء الأول فى ضيافة الصديق مصطفى زمزم بدار الأورمان، وشهدت الجلسة حوارا طيبا مثمرا، عبر كل مشارك فيه عن طموحه فى الحياة، نظرته لمستقبل البلد، عن مدى الظلم الذى وقع على جيلنا فى السنوات بعد ثورة يناير، عن مستقبل جديد نمتلك الأدوات لنصنعه بأيدينا.
انتهى اللقاء إلى الاتفاق على مساحة تجمعنا، على مظلة تضم كل الأفكار، صنفها كما تشاء، ائتلاف، حركة، تجمع، تيار، هى فى الأساس مجموعة شبابية تحمل اسم «اسمعونا»، تعمل بعيدا عن السياسة وصراعاتها القذرة، تعمل على تنمية المواطن والمجتمع، تعمل على فتح مساحات أكبر لإبداع الشباب.
اسمعونا.. أخيرا.. على أرض الواقع.. انضموا إلينا.. وشاركونا الحلم.
اسمعونا
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة