الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "حب المراهقة"

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014 06:25 ص
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "حب المراهقة" الخبيرة النفسية راندا حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"مشاعر مرهفة.. عواطف متأججة.. أحلام وردية.. قلوب بريئة تنبض بالحب.." تطور طبيعى للعاطفة يمر به المراهقون، فالحب مشاعر فطرية سامية تحتاج إلى أن توجه فى المسار الصحيح حتى تفرغ بشكل سوى وسليم يتفق مع القيم والمبادئ والتقاليد والدين، وإلا قد تتسبب فى مشاكل كبيرة للمراهقين تحت مسمى الحب.

فى هذه المرحلة لا يستطيع المراهق أن يميز بين الحب والأعجاب، فيتخيل أن أى مشاعر تنتابه تجاه شخص ما هى مشاعر حب، وتتميز بالخيال الواسع وبناء قصور فى الهواء، ويحتاج المراهقون لمن يساعدهم على عقد مصالحة بين خيالهم وواقعهم بوعى وكياسة.

وتختلف هذه المرحلة بين الشاب والفتاة، فالمراهق يرتبط فى ذهنه الحب بالجنس، فيشعر أنه وقع فى حب الفتاة التى أثارت إعجابه، ويبحث من خلال الحب على الإعجاب والاستحسان الاجتماعى، بينما يرتبط لدى الفتاة بالعواطف والمشاعر الرومانسية، فتقع فى حب الشاب ذو المظهرالجميل الجذاب وتشعر بالولع به وتتخيله فارس أحلامها الذى سيخطفها على حصان أبيض، أحيانا تصل لمرحلة إقناع نفسها أنه يحبها كما تحبه، وقد تصاب بصدمة نفسية حين تكتشف أنه لا يبادلها نفس المشاعر بل وقد يكون على علاقة بأكثر من فتاة فى نفس الوقت.

وخلط المشاعر فى فترة المراهقة يحتاج لمساندة ودعم الأهل، حيث إن المراهق فى مرحلة انتقال بين الطفولة والمراهقة بما يصاحبها من تغييرات هرمونية، فيشعر بأزمة هوية وما يلازمها من محاولات لإثبات ذاته وأحيانا التمرد على السلطة الوالدية والعناد، وعى الأهل بخطورة هذه المرحلة يجعلهم يحترمون مشاعر المراهق ويتقبلوه بحب ودفء من خلال الاستماع إلى مشاكله واحتوائه وتفهم دوافعه واحتياجاته النفسية والعاطفية، والتسامح والتغاضى فى بعض الأحيان عن الأشياء البسيطة التى ليس منها ضرر معاملته كصديق، واحترام خصوصياته وعدم الاستهانة بمشاعره.

والبيت والمدرسة والمجتمع عليها مسئولية تجاه المراهق، وأى خلل فى واحدة منهم تسبب نوعا من التشويش فى عقله وتؤدى لأفكار سلبية، وعلاقة الصداقة بين الأهل والأبناء هامة وضرورية، فالمراهقون إن لم يجدوها سيبحثون عنها فى الخارج، وقد يقعون فريسة لقصص حب وهمية لتحقق لهم التوازن العاطفى الذى يفتقدونه، وأهمية الحوار بين الأهل وأبنائهم حرصهم على أن يكونوا قدوة حسنة، وغرس القيم الدينية منذ الصغر إلى جانب الصراحة والوضوح والعلاقة القوية والثقة المتبادلة والحوار الهادئ مع الأهل يصل بهم لبر الأمان، ويحميهم ويجنبهم كثير من المشاكل والمخاطر والسلوكيات الخاطئة فى مرحلة المراهقة.














مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة