ناصر عراق

بذاءة بعض الإعلاميين!

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتعجب المرؤ من هؤلاء الإعلاميين الذين يظهرون على الفضائيات ويكيلون السباب المتدنى للمختلفين معهم فى الرأى، ويزداد العجب حين نسمع أحد مقدمى البرامج يتلفظ بعبارات مستلة من أكثر القواميس بذاءة وهو يصف أحد الذين لا يتفقون معه فى الرأى!

والسؤال.. من أين جاء هذا المذيع ليسطو على الشاشة وينفث فى وجوه مشاهديه كل هذا القاموس البائس من الألفاظ، حتى لو كانت شتائم هذا المذيع موجهة ضد المعادين للدولة المصرية وللشعب؟ فالمذيع المهذب يمكنه أن يقطع رقاب الذين يسبوننا بكلمات راقية، فاللغة العربية تحتشد بمفردات لا حصر لها لو أمكن توظيفها فى النقد والسخرية دون اللجوء إلى العبارات الخشنة المقززة!

المشكلة أن الناس صارت لا تفرق بين الانتقاد الحاد الذى يحافظ على رقة اللغة وسحرها، وبين السباب الذى يتكئ على أكثر الألفاظ فحشا ورداءة. وإذا كان أحد المتاجرين بالدين يقول على الهواء مباشرة فى زمن مرسى «النبى كان بيشتم عادى»، وهو افتاء على رسولنا الكريم صاحب اللسان العف، فما الحجة لدى واحد ينتمى لثورة 30 يونيو يستخدم أردأ الكلمات العامية ويصف بها المختلفين معه! هناك أكثر من تفسير يوضح لنا كيف صارت البذاءة عنوانا لعصر، وليس لطبقة غير متعلمة فقط، فالبذاءة تعبير عن انحطاط أخلاقى طال جميع الطبقات فى بلادنا بكل أسف إلا من رحم ربى، فالذين يملكون السلطة والمال والنفوذ يمارسون البذاءة من باب الغطرسة والعنجهية، فيسبون الناس ويقذفونهم بأبشع الألفاظ، أما الذين خاصمهم الدهر وأضنتهم الأيام، فيعبرون عن إحباطهم وبؤسهم وقلة حيلتهم بإطلاق الشتائم البذيئة ضد الزمن والناس والحكومة!

أى أن هناك نوعين من البذاءة.. بذاءة الكبار أصحاب السلطة والسلطان، وبذاءة الصغار المحرومين من نعيم الدنيا، وهكذا ينتمى مقدم البرامج إياه إلى الفئة الأولى التى تلوث آذان المشاهدين بعباراتها المزعجة!

تبقى نقطة بالغة الأهمية تتمثل فى أن المذيع الذى يلجأ إلى القاموس البذىء هو إنسان لا يملك مهارات لغوية كافية تعاونه على النقد الجاد والنظيف، أى أنه مجرد إنسان محدود المعرفة، ومع ذلك يسمحون له بتلويث مسامعنا وأرواحنا!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة