كرم جبر

يوم الجمعة.. زينوا الشرفات بأعلام مصر

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014 11:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا حبذا لو مكث الناس فى بيوتهم يوم الجمعة المقبل، وعلقوا فى البلكونات والشرفات أعلام مصر، اتركوا لهم الشوارع والميادين، ليس خوفا أو جبنا، وإنما استنكار وكراهية، ليعلم الجميع حجمهم الحقيقى، وأن الشعب الذى يتوق للأمن والاستقرار يفضحهم ويعرى تآمرهم، وأن قوات الجيش والشرطة قادرة على التصدى لهم، وأن ثورتهم المسلحة تنقلب وبالا عليهم، وأن جماعة الإخوان الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن أصدرت بيانا تحريضيا يقول: «يثمِّن الإخوان هذه الدعوة حفاظًا على هوية الأمة، التى ناضل الشعب المصرى والإخوان جزءٌ منه من أجلها، فهوية الأمة هى مصدر نهضتها، وأساس تحررها، ولن يقبل الشعب المصرى طمس هويته والحرب على مقدساته، وتدمير المساجد وحرق المصاحف، وقتل شبابه وسحل نسائه»، ويضيف البيان الإجرامى «أن الجمعة تمثل موجة جديدة للثورة المصرية، للتمسك بهوية الشعب وانتصارًا لثورته السلمية».

أعلام مصر الرائعة بألوانها التاريخية هى الرد الصارخ على رايات القاعدة السوداء التى يخرجون بها، وتقطر إرهابا وعنفا ودما، وصيحة « تحيا مصر» أقوى من قنابلهم ومتفجراتهم، وسلمية الشعب الذى ضاق بعنفهم وإرهابهم هى سلاح المقاومة الفعال، ضد سلميتهم المفخخة وشرعيتهم الزائفة، وهوية مصر الحقيقية تنبع من وحدة شعبها، وحفاظه على بلده وأرضه والدفاع عنها، وليس بالتفريط والتآمر والخيانة والسعى لتدمير الدولة المصرية، ليبنوا خلافتهم الزائفة على أنقاضها.

نعم.. نريد الجمعة المقبل موجة جديدة للثورة المصرية، نفتح فيها المصاحف ونستحضر روح الإسلام السمحة التى تنبذ العنف وإراقة الدماء، فهذا الشعب هو الذى يبنى المساجد والكنائس وهم يدنسونها ويحرقونها ويخزنون فيها الأسلحة والمتفجرات، وسلمية المصريين هى حب الحياة وكراهية القتل، وهم يدفعون شبابهم للتهلكة ويختبئ عواجيزهم فى الجحور، وشتان بين شعب يريد الحياة وجماعة تسعى للموت، فاتركوا قنابلهم تنفجر فيهم، ويتكفنون بأعلام القاعدة السوداء.

كنت أتصور أن هذه الجماعة الإرهابية تستفيد من أخطائها وتراجع نفسها، ولكنها تمضى فى طريق الخراب نهايته، وتلدغ من نفس الجحر الذى تختبئ فيه مرة ومرتين وعشرة، فهى لا تعى أن المصريين يعضون بنواجزهم على دولتهم التى كُتب لها عمر جديد، بعد أن تخلصت من حكمهم، وتمضى فى طريق المستقبل بخطى واثقة لتسترجع مكانتها وهيبتها وقامتها، بعد أن أهانوها وتآمروا عليها، وفتحوا منافذها للإرهابيين والقتلة والمجرمين من كل بقاع الأرض، وقسّموا شعبها المسلم إلى مؤمنين يدخلون الجنة وكفار فى النار، وكتبوا بأفعالهم وإجرامهم نهاية أطماعهم.

اتركوهم وحدهم فى الشوارع والميادين يدنسون المصاحف ويلقونها على الأرض، فى مشهد تمثيلى يشبه فضيحة قتلاهم الوهميين الذين تحركوا فى الأكفان، لتصورهم قناة الجزيرة ومواقعهم الإلكترونية، وجنودنا وضباطنا هم الذين سيرفعون المصاحف ويقبلوها وينفضون عنها التراب ويحتضنوها فى صدورهم، فقضيتهم عادلة ولا يشهرون أسلحتهم الإ دفاعا عن بلدهم وشعبهم، هذا الشعب الذى لا يمكن المزايدة على إسلامه وإيمانه بالله، ولا يمكن خداعه مرة ثانية أو اللعب بعواطفه، وسلميته الحقيقية تنبع من إرادته فى استكمال تطهير التراب الوطنى من جماعات العنف والإرهاب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة