علا عمر

عن هذا النوع من الحب العظيم

الخميس، 27 نوفمبر 2014 11:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنذهب فى لحظة خاطفة إلى هولند وتحديدا إلى (مونيك) الأم الهولندية، قبل أن آراها أما، رأيتها امرأة صلبة وقوية، تملك عزيمة وإرادة أقوى من الفولاذ، وأحسد ابنتها عائشة (التى لا أعرف اسمها الهولندى) عليها ' فكان لا بد أن أتحدث عنها، مونيك أم هولندية تم التغرير بابنتها التى تبلغ 19 عاما.

كالعادة جذب واستهداف المراهقات الأوروبيات الجميلات، طبقا لظروف التجنيد ونوع الطلب، فى سن صغيرة، حيث اعتاد شباب داعش وضع صورهم بعد الفوتو شوب على مواقع تعارف أجنبية بلغات مختلفة، لجذب الفتيات للزواج بهم، أو بمعنى أصح اغتصابهن، واستخدامهن كطعم لجذب أكبر عدد من الشباب لتجنيدهم.

كحال معظم 160 أسرة هولندية طبقا لتقرير للاستخبارات الهولندية خلال عامين، استيقظت مونيك لتجد ابنتها قد رحلت ولا تعلم إلى أين!! وقعت الفتاة (عائشة) فى حب شاب يدعى (عمر يلماز)، وبعد أن سافرت كانت المفاجأة بالنسبة لها، أرسلت الفتاة استغاثات أنها تريد العودة عبر مجموعة من التغريدات على موقع تويتر، بسوء المعاملة، وكل مايمكن من تفاصيل قذرة حين يستعمل الإرهاب فتاة بطريقة ما، قررت الأم بعد استغاثة بنتها السفر إلى (الرقة) أحد المعاقل التى يسيطر عليه التنظيم الإرهابى داعش، سافرت الأم مونيك فى رحلة محفوفة بالمخاطر، تعلم جيدا نهايتها لإنقاذ ماتبقى من ابنتها، والرهان على العودة بها أو اللاعودة، الغريب فى الأمر أن الاستخبارات الهولندية وضعت الفتيات الصغيرات والشباب، الذين سافروا إلى تركيا ومضى أكثر من شهر، ولم يعودوا تحت المراقبة!! وترقب وصولهم!! لا أدرى لماذا لم تمنع استخبارات وشرطة مراقبة الجوازات فى الأصل السفر إلى تركيا دول تدعم الإرهاب!! لماذا تضمنوا لها السياحة!!

تركيا سمحت لتنظيم داعش وسهلت لهم الحصول على مواطئ قدم فى سوريا، غير نشاط تجار الموت والنخاسة والسلاح على الحدود، وأنقرة سمحت باستخدام أراضيها لتأمين الإمدادات، والعناية الطبية للتنظيم، الذى يتلقى مقاتلوه العلاج فى المستشفيات التركية (لأسباب يصورونها إنسانية) قلب الرئيس التركى (رقيق جدا) إلى درجة أنه يرحب بالقتلة، والمفجرين، ومغتصبى النساء، للعلاج والضيافة) دعونا نعود إلى شجاعة الأم، لحسن الحظ وبعد سفر، ومخاطر لم تذكرها الأم، فى القلق والغموض، الذى يبدو على وجهها فى ال?يديو التسجيلى، أو ربما تدخلت جهة غير معلومة لمساعدة الأم فى الحصول على ابنتها، فحسب قولها العديد من الفتيات هناك يبكين، يريدن العودة، ويشعرن بالندم، ذهبت مونيك، واستعادت ابنتها، وتعرضت للضرب، وإخفاء العينين، والحجز بدون طعام لفترة طويلة، تذكر المعاملة الحيوانية، التى كانوا يعاملونهن بها، بالرغم من القبض على الفتاة، واحتجازها من قبل المخابرات بمجرد وصولها إلى هولندا، لمعرفة ظروف تجنيدها، والإغراءات التى قدمت لها، وماتعرضت له من مخاطر وعلامات استفهام جديدة تضعها أجهزة الاستخبارات على جنسية، وأصول أحد المكلفين باستقطاب الفتيات لإتقانه اللغة ووسامته المحدودة للغاية (عمر يلماز)، اللافت فى الموضوع، ليس التغرير بعائشة، واستغلالها استغلالا قهريا وجنسيا، حتى الاستغاثة، ولكن شجاعة الأم، التى قالت لم أفكر وقتها إذا عاد رأسى فى صندوق، مفصولا عن جسدى، أقل ألما من قراءة استغاثة ابنتى، هذا النوع من القوة الداخلية، والحب الأبدى، المحفوف بالتضحية بلا مقابل أو انتظار مكافأة، وإذا كان كل هذا الحب يملأ الأم، فلماذا بحثت عائشة عنه فى محادثات متطرف، مخبول على المواقع، ما نوع الجذب!!، يجب أن تضع الدول الأوروبية، ألمانيا وفرنسا، والنمسا، وهولندا، وإنجلترا حظرا للسفر إلى تركيا بدلا من إعلان عدد المفقودين من مواطنيها فى سوريا، وإدانة قطع رؤوس الرهائن، ما الفائدة بتكليف منظمات، واستخبارات دول، وأجهزة بمهمة جمع أدلة عن الجرائم المرتكبة، فى حين أن أشرطة ال?يديو المسجلة توثق هذه الممارسات وتحتل صدارة وعناوين وأخبار مواقع التواصل، كما أن هناك عددا كبيرا من ضحايا الجماعات الإرهابية الذين حالفهم الحظ تمكنوا من الهروب، ربما نجحت الدول الغربية سابقا، والتى أخذت عهدا على نفسها بحماية مواطنيها فى الداخل والخارج فى تمرير الخداع قبل انتشار الإنترنت والهواتف الخلوية، المسلحة بكاميرات رقمية، و?يديو (لحسن الحظ لم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة فى الوقت الحاضر) بعيدا عن غربة السياسة وقبح الواقع.. التضحية والعطاء، وهذا النوع من الحب العظيم. مازال موجودا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة