ارتبطت كلمة "مجنون" بهذا الشكل التقليدى الذى حاولت السينما تجسيده عبر العديد من الأعمال الفنية، فأصبح مرتبطا هذا اللفظ بأى شخص مصاب بمرض نفسى، وإذا صح هذا التعبير فلم يعد هذا الوصف مقصورا على شخصا فقد عقله، ولكن فى مصر أصبح الجنان يطلق على أى شخص يصاب بهوس ما، فأصبح لدينا مجانين السياسة والكورة والدين والمشاهير.
إسماعيل ياسين الراعى الرسمى للمجانين فى السينما
أفلام كثيرة جسدت واقع ساخر لمستشفيات الصحة النفسية فى مصر، التى تلخصت تحت كلمة واحدة فقط وهى "مجنون"، برع الفنان الكوميدى الراحل إسماعيل ياسين أن يقدم شخصية المجنون فى العديد من أعماله الفنية، أبرزها فيلم "إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين"، الذى أنتج عام 1958 يدور الفيلم حول شخصية "حسونة الفطاطرى" الذى يقع فى حب "طعمة" التى جسدتها "هند رستم"، وكذلك قدم أيضا دور المجنون للمرة الثانية فى فيلم "المجانين فى نعيم" الذى أنتج عام 1963 وشاركه فى بطولته رشدى أباظة وشويكار.
أما فيلم "المجانين الثلاثة" الذى تم إنتاجه عام 1970 وقام ببطولته "جورج سيدهم وسمير غانم"، ومن بين الأفلام الشهيرة التى قدمت وصفا للمرضى النفسيين فى مصر هذا الفيلم الذى حمل اسم "أيام الغضب" وقام ببطولته نور الشريف ونجاح الموجى، وتم إنتاجه عام 1989 وأخرجه منير راضى، وكذلك فيلم "الطريق إلى مستشفى المجانين" الذى أنتج عام 1992، وشارك فى بطولته سعيد صالح ويونس شلبى، على الرغم من أن الصورة التقليدية التى حرصت السينما على تقديمها على مدار سنوات طويلة إلا أنها قد اختلفت كثيرا، عن ما هو يحدث على أرض الواقع.
الجنان فى حياة المصريين "لو ده جنان اتجنن"
قائمة طويلة لا حصر لها من التصرفات التى يقوم بها المصريون ليل نهار، والتى من الممكن وضعها تحت بند "الجنون"، لا يوجد شخص فى العالم يقوم بالتصرفات نفسها هذه التصرفات وغيرها أكسبت الشعب المصرى ميزة خاصة جعلته أكثر اختلافا.
مشهد تراه يوميا فى طريقك إلى العمل أو الجامعة أو حتى إلى السوبر ماركت، هذه العائلة المتكسدة خلف شخص آخر يقود دراجة بخارية، ولأن لو ده جنان اتجنن فمن الممكن أن يصل أفراد هذه العائلة إلى 6 أحدهم جالس على أرجل قائد الدراجة، هذا الجنون لا يقل عن تصرف الشخص الذى يخرج من شباك الأتوبيس أو يصعد إليه بالطريقة نفسها كاختصار للوقت وتفاديا للزحمة، أما هذا الشخص القابع فوق سطح القطار فهذا هو التصرف الأكثر غرابة على الإطلاق، التى تحولت إلى شىء مفضل لدى الكثيرين، حتى لو كان القطار فارغا، ويعد المشهد الأكثر تكرار والذى يعبر بشكل حقيقى عن الجنان فى حياة المصريين هو تجمع المصريين حول قنبلة فى مشهد عبثى غريب لن تجده فى أى مكان فى العالم سوى فى مصر، وكذلك التجمع حول الحوادث أو الخناقات وكأنهم يشاهدون فيلم سينمائى، لأنه جنان فستجد المصريين فى شكل احتفالى فور الإعلان عن تبادل لإطلاق النار فى منطقة ما وكأنه احتفال وليس مكان من المنطقى أن تتجنب الناس السير فيه وليس التجمع بهذه الطريقة الغريبة.
مجانين الدين والسياسة والرياضة
ولأن الحياة فى مصر لم يكن لها طعما إلا بهذا الجنون فلم يقتصر على هذه التصرفات العشوائية لهم أو حتى من خلال أفلام السينما، إلا أن الدين والسياسة والرياضة فى مصر كان لهم من هذا النصيب، فكما هناك ألتراس للكورة المصرية مجانين إذا صح القول يعشقونها لدرجة الجنون، فهناك أيضا مهاويس السياسة أو مجانينها الذين لا يكفون عن إصدار التصريحات الساخنة والغريبة، والذين وصلوا فى فترات كثيرة إلى حد الجنون، أما عن الهوس الدينى أو إذا صح القول جنون الفتاوى فحدث ولا حرج فلا يمر أسبوع إلا وتصدر فتوى بتحريم شىء غريب مثل فتوى، على الرغم من أن هناك الكثير منها يصدر بشكل دورى إلا أن الفتوى الأكثر جنونا كانت "إرضاع الكبير" التى ظهرت قبل سنوات.
كلمة مجنون فى مصر ممكن تكون شتيمة أو مدح أو وصف
لهذه الكلمة استخدامات عديدة فى مصر فعلى الرغم من كونها تستخدم فى الخارج كنوع من السب أو حتى وصف لحالة مرضية، فمن الممكن أن تستخدمها لإهانة شخص ما، ويصلح أيضا استخدامها كمدح لشخص صنع شيئا غير مألوف أو جيد، كما أنها تصلح لأن تكون وصفا.
فى مصر وبس.. مجانين فى الشارع والسينما والكورة علشان ده أسلوب حياة
الخميس، 27 نوفمبر 2014 02:05 م
إسماعيل ياسين
كتبت رضوى الشاذلى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة